“رسوم ترامب الجمركية”.. جدري: المغرب يمكن أن يستفيد ولا تأثير كبير على علاقتنا الإقتصادية بأمريكا


أكد الخبير الاقتصادي ومدير مرصد العمل الحكومي، محمد جدري، أن الإعلان الأمريكي الأخير بخصوص الرسوم الجمركية، لن يكون له تأثير كبير جدا على العلاقات الاقتصادية بين الرباط وواشنطن، بل على العكس من ذلك يمكنه أن يشكل فرصة للمغرب.

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء 2 أبريل الجاري، عن فرض رسوم جمركية على معظم دول العالم، جاء أقلها بنسبة 10.

    ورفع ترامب، خلال لقاء بالبيت الأبيض لوحة تُظهر الرسوم الجمركية الجديدة المفروضة على معظم الدول. وتراوحت الرسوم على اللوحة بين 10% بالنسبة لعدد من الدول بما فيها المغرب و49% على الصين.

    ويرى الكثير من الخبراء الاقتصاديين أن العالم اليوم يوجد أمام تحولات استراتيجية في التجارة العالمية، بدأت مع جائحة كورونا. حيث أوضح جدري أنه “إلى عهد قريب كنا نتحدث على إزالة الحواجز الجمركية والعولمة، وأن سلعة يمكن أن تمر من 4 أو 5 دول ومن 2 أو 3 قارات ليستهلكها مستهلك نهائي، مستهلك عالمي إفريقي أو اسيوي أو حتى أوروبي”

    وبخصوص تأثّر المغرب بالإعلان الأمريكي، شدد جدري، ضمن تصريح لموقع “بديل”، على أنه يمكن أن يكون ايجابيا، مذكرا أن المغرب تربطه بالولايات المتحدة اتفاقية للتبادل الحر.

    وقال جدري، إن “تطبيق تعريفة 10 في المائة مقارنة مع دول أخرى فرضت عليها 49 أو 34 في المائة سيجعل السلع المغربية الموجهة نحو أمريكا أكثر تنافسية، وبالتالي ستباع بثمن أقل من نظيراتها القادمة من مناطق أخرى”.

    واعتبر الخبير الاقتصادي أن هذا الأمر يتطلب من المصنعين المغاربة في الصناعات الاستخراجية (الفوسفاط والملابس والنسيج والجلد) استغلال هذه الظرفية لتصدير أكبر كمية ممكنة نحو أمريكا لأن السلع المغربية ستكون أكثر تنافسية.

    الأمر الثاني المهم، الذي نبه له محمد جدري، هو أن المغرب سيكون قبلة لمجموعة من الاستثمارات وأبرزها الاستثمارات الصينية، لأن الصين تريد أن تستفيد من خلال استثمارها في المملكة من اتفاقية التبادل الحر مع أمريكا.

    ومعلوم أن مصانع السيارات الكهربائية أو النسيج التي استوطنت في المغرب مؤخرا ستستفيد من التعريفة الجمركية البسيطة (10 في المائة)، وبالتالي سيتم تصدير هذه المنتوجات على أنها منتوجات مغربية الصنع رغم أنها استثمارات صينية أو أسيوية بدرجة أساسية.

    وأضاف مدير مرصد العمل الحكومي، “للأسف يجب أن نعرف أن مجموعة من السلع ومجموعة من الدول ستقوم بمواجهة الاجراءات الجمركية الأمريكية بالمثل، وبالتالي الواردات التي ستصل لأمريكا من مجموعة من الدول سيرتفع ثمنها الأمر الذي يعني أن المغرب إذا كان يستورد منتوجات تستعمل بعض الواردات الأمريكية في صنعها فإن وارداتنا التي لن تصل للمغرب مباشرة سيرتفع سعرها”.

    - إشهار -

    وشدد جدري، ضمن ذات التصريح، على أن المغرب “مطالب اليوم وأكثر من أي وقت مضى بحل عدد من الإشكاليات وعلى رأسها إشكالية الماء والأعلاف والأسمدة كي لا يبقى المغرب مرتهنا للتقلبات العالمية وغلاء المدخلات الغذائية”.

    وتابع جدري، “إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد سماه أمس بيوم التحرير فإن كريستين لاغارد، رئيسة البنك الأوروبي، قالت إننا اليوم في الطريق نحو استقلال أوروبا، وبالتلالي اليوم نحن بصدد العودة لسياسات حمائية، والعودة للسياسات الوطنية ليحافظ كل واحد على مصالحه داخل التراب الوطني”.

    ويعتقد بعض الخبراء أن الإعلان الأمريكي سيتسبب في مشاكل كثيرة، وسينتج عنه آثار سلبية، خاصة أنها تتزامن مع أحداث ملتهبة بالشرق الأوسط وتهديد قناة السويس باعتبارها ممرا ملاحيا يعبر من خلاله نحو 20 في المئة من حجم التجارة العالمية، وحرب روسيا وأوكرانيا.

    ومن بين التأثيرات المتوقعة ارتفاع الأسعار وزيادة معدلات التضخم وربما تعطيل بعض المصانع في عدد من الدول المستهدفة، وفي مقدمتها كندا والمكسيك.

    كما أكد جدري أن “رسوم ترامب” ستؤدي إلى تضخم عالمي، وقال: “الأمريكي الذي كان يستهلك سلعة بدولار أو دولارين سيتهلكها بثمن أكبر وبالتالي في نهاية المطاف فالمتضرر الأول هو المستهلك النهائي ريثما تتمكن الدول من توفير صناعات محلية تنتج نفس المنتوجات”.

    وشدد الخبير الاقتصادي على أن المغرب، وفي مواجهة التحولات العالمية مطالب بـ”السير إلى أبعد مدى في قضية الانتقال الطاقي”، مشددا على أنه “من غير المقبول أن يبقى السوق الوطني رهينا لتقلبات أسعار النفط على المستوى العالمي”.

    كما نبه جدري إلى ضرورة العمل على حل عدد من الإشكاليات وعلى رأسها إشكالية الماء والأعلاف والأسمدة “كي لا يبقى المغرب مرتهنا للتقلبات العالمية وغلاء المدخلات الغذائية”.

    وجاءت هذه القرارات الأمريكية الأخيرة في إطار مواجهة ما وصفه ترامب بالخلل التجاري غير العادل، في إشارة إلى حجم الاستيراد والتصدير في التجارة مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى مبدأ المعاملة بالمثل في إشارة إلى أن الدول المفروضة عليها تفرض هي الأخرى ضرائب مماثلة على البضائع الأمريكية الواردة إليها.

    أعجبتك المقالة؟ شاركها على منصتك المفضلة
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد