“تعين مشبوه”.. “معهد البحث الزراعي” على صفيح ساخن
اشتكى أطر بالمعهد الوطني للبحث الزراعي بسبب ما أسموه محاولة وزير سابق، ينتمي لحزب رئيس الحكومة وعضو في المكتب السياسي لـ “الحمامة”، تعيين أستاذة على رأس المعهد.
ومعلوم أن المغرب يسعى في السنوات الأخيرة لتحقيق نهضة علمية وتنموية في المجال الزراعي، وهو ما بشر به وزير الفلاحة السابق- رئيس الحكومة الحالي- عزيز أخنوش في أكثر من مناسبة.
وأفاد مصدر من داخل المعهد، انه وخلال الأيام الأخيرة، “طفت على السطح ممارسات تهدد مصداقية المؤسسات الوطنية، مستندة إلى تدخلات غير مبررة تهدف إلى فرض أجندات شخصية بعيداً عن مبادئ الكفاءة والاستحقاق”.
وتحدث مصدر “بديل” على وجود شبهات” و”محاولة تدخل وزير تجمعي سابق لفرض تعيين أستاذة بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة على رأس إدارته، رغم افتقارها للشروط الضرورية لهذا المنصب”.
وذكر المصد، الذي فضل عدم كشف هويته، أن “المباراة المخصصة لاختيار مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي شهدت- وفق أكثر من متابع- تجاوزات غير مسبوقة”.
وفي وقت سابق أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، فتح باب الترشيح لمنصب المدير مع تحديد آخر موعد لإيداع الملفات يوم 10 دجنبر 2024، قبل أن يتم تأجيله فيما بعد.
وقال المصدر، الذي يشتغل بالمعهد، “لقد عمد الوزير السابق إلى استغلال قربه من دوائر القرار للترويج لترشيح مرشحة مقربة منه، في خطوة أثارت استياء واسعاً بين العاملين بالمؤسسة”.
وطالب المصدر بـ “التحقيق في هذه الشبهات، للحفاظ على حرمة القانون، واحترام مبادئ الشفافية والكفاءة، ووضع حد لما يمكن تسميته بـ’شائعات’ لحد الأن والتأكد منها”.
وتابع، “ما يثير الدهشة والقلق هو أن المرشحة المفروضة لا تستوفي الشروط الأساسية المنصوص عليها للتقدم لهذا المنصب. ورغم ذلك، تم تمديد فترة تقديم الملفات بشكل استثنائي، في خطوة اعتبرت موجهة ومقصودة لتمهيد الطريق أمام هذه المرشحة”.
وزاد المصدر، “لا يمكن إغفال الفشل الذريع الذي سجلته الإدارة السابقة للمعهد، والتي جاءت نتيجة سياسات التعيين القائمة على الولاءات السياسية بدلاً من الكفاءة المهنية”.
وأكد “هذا الفشل كان له انعكاس سلبي على تطوير البحث العلمي الزراعي وأدى إلى تراجع أداء المعهد في تحقيق أهدافه، خصوصاً ضمن إطار ‘مخطط المغرب الأخضر’ الذي تعرض بدوره لانتقادات واسعة بسبب ضعف نتائجه”.
ويرى المصدر أن “استمرار هذه الممارسات العبثية يشكل تهديداً حقيقياً لدور المعهد الوطني للبحث الزراعي كركيزة أساسية لدعم التنمية الزراعية المستدامة في المغرب. وأي تهاون في اختيار قيادته بناءً على الكفاءة والاستحقاق قد يؤدي إلى فقدان الثقة في المؤسسة وانحدار أدائها”.
وشدد، “في ظل هذه الأوضاع، تبرز الحاجة الماسة إلى تدخل حازم من الجهات المختصة لضمان شفافية ونزاهة مباريات التوظيف، وفتح تحقيق شامل حول التجاوزات المسجلة، ومحاسبة كل من ثبت تورطه في تقويض مبادئ الكفاءة والنزاهة”.
وحاول موقع “بديل” التواصل مع المسؤولين من داخل المؤسسة إلا ان كل المحاولات باءت بالفشل، كما رفض أحد الإداريين التعليق على الموضوع.
ومن نافلة القول ان البحث العلمي الزراعي في المغرب يحتاج إلى قيادات تتمتع برؤية وابتكار وقدرة على التطوير، تنتمي لصفوف الباحثين الذين يدركون أهمية هذه المؤسسة ودورها الحيوي، وأن اعتماد سياسة التعيين القائمة على الولاءات السياسية واستغلال النفوذ، لن يؤدي إلا إلى مزيد من التراجع والإضرار بمصلحة ومستقبل المغرب والمغاربة.