لزرق: مسرحية الجزائر مفلسة وتؤكد قرب طي ملف الصحراء
أكد رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، رشيد لزرق، أن الجزائر، من خلال مسرحيتها المفلسة في توظيف الريف المغربي، “كتكتيك سياسي مفضوح من لدن العسكر”، تؤكد انها “بدأت تستشعر قرب طي ملف الصحراء المغربية والتي تعتبرها خسارة سياسية ودبلوماسية”.
وأثار احتضان الجزائر، نهاية الأسبوع الماضي، للقاء تحت عنوان “جمهورية الريف وحق استعادة الاستقلال”، استنكارا وغضبا كبيرين في المغرب. في خطوة اعتبرها كل المتتبعين “عدائية ضد المملكة المغربية من طرف الجزائر”، ورغبة متكررة في “تصعيد التوتر” بين البلدين.
وقال لزرق، ضمن تصريح لموقع “بديل”، الجزائر تحاول من خلال هذه الخطوة “تشتيت الانتباه الدولي عن نجاحات المغرب الدبلوماسية وإعادة إنتاج أزمة داخلية تربك المشهد السياسي المغربي”.
وفسَّر الكثير من المهتين التصعيد الجزائري المستمر ضد المغرب بأمرين، يتعلق الأول بالتحولات الحاسمة في ملف الصحراء المغربية، التي كانت بمثابة ضربة موجعة للنظام الجزائري، فيما يتمثل الثاني بكون قضية الصحراء باتت محسومة دولياً، ما يدفع النظام الجزائري للبحث عن ذريعة جديدة لإلهاء شعبه عن أزماته الداخلية.
وأضاف لزرق، “كما تحاول الجزائر تعويض هزيمتها السياسية بإيجاد نقاط توتر جديدة تسمح لها بالضغط على المغرب وإعادة إنتاج خطاب المواجهة، في محاولة للتملص من عزلتها الإقليمية المتزايدة بعد التطبيع المغربي مع عدة دول وتراجع نفوذها الإقليمي”.
ونبه الأستاذ الجامعي، لـ “هذا الإصرار العسكري المتكرر والمرضي لتشويه صورته وصرف الانتباه عن قضية الصحراء، بخلق روايات بديلة واختلاق أزمات جانبية لتشتيت الرأي العام عن جوهر النزاع الإقليمي”.
وتابع، “يبدو أن الجزائر تحاول توظيف قضية الريف كورقة سياسية للتشكيك في الشرعية المغربية وإعادة إنتاج سردية مغايرة للواقع، مستغلة بعض التحديات التاريخية والاجتماعية التي مر بها هذا المكون المغربي”.
وشدد لزرق، “المغرب يدرك جيدًا هذه المناورات ويمتلك القدرة على مواجهتها بالحقائق والوثائق الداعمة لموقفه الدبلوماسي والسياسي، مؤكدًا أن محاولات التشويه لن تنجح في النيل من وحدته الترابية أو التشكيك في سيادته الوطنية”.
ومن خلال تتبع تطورات الأحداث يبرز بوضوح أن العداء الجزائري يدفع المغرب إلى التحرك بعقلانية وهدوء، مع التركيز على تعزيز مكانته الاستراتيجية وتطوير قدراته الوطنية وتحقيق مكاسب حاسمة في قضية وحدته الترابية.
وفي الوقت ذاته، يتعامل المغرب مع هذا النظام باعتباره خارج السياق التاريخي، متجنباً الاستفزازات الإعلامية، ومتمسكاً بسياسة اليد الممدودة، لكن دون أن يتردد في إظهار “العين الحمراء” عند الضرورة، مع الاستعداد الدائم لأسوأ الاحتمالات، دون بهرجة.
وأكد لزرق، استحضارا للمواقف المعبر عنها والرافضة لهذه الخطوة الجزائرية، والتي عبرت عنها مختلف مكونات الشعب المغربي، سواء المؤيدة او المعارضة، ان المغرب “يظهر قوة داخلية متماسكة في مواجهة التحديات الإقليمية، حيث يعزز وحدته الوطنية ويمتلك استراتيجية دبلوماسية ناضجة تستند إلى تماسك جبهته الداخلية والإجماع الوطني”.
واستطرد، “رغم محاولات التشويش الخارجية، يبرهن المغرب على قدرة استثنائية في التعامل مع التحرشات الجزائرية من خلال الحفاظ على الثبات السياسي، والتماسك الاجتماعي، وتوظيف الدبلوماسية بحنكة”.
واعتبر لزرق أن المغرب “يستمد قوته من وحدة نسيجه الاجتماعي، وتماسك مؤسساته، والسير قدمًا في تثبيت الخيار الديمقراطي كثابت من ثوابت الدولة المغربية يحقق التماسك الداخلي في مواجهة أي تحديات خارجية، مما يجعله نموذجًا للاستقرار والمرونة في المنطقة”.