قراءة في اقتراح الملك منح الجزائر منفذا على المحيط الأطلسي
طرح الملك محمد السادس، خلال خطابه للشعب المغربي بمناسبة الذكرى 46 للمسيرة الخضراء، مساء أمس الأربعاء 6 نونبر الجاري، إمكانية منح الجزائر بطريقة أو أخرى منفذا على المحيط الأطلسي عبر الصحراء المغربية.
واستحضر الملك هذه المناسبة العزيزة على المغاربة والتي شارك فيها 350 ألف مغربي ودخلوا يوم 6 نوفمبر 1975 الصحراء المغربية التي كانت ترزح أنذاك تحت الاستعمار الإسباني.
وفي الذكرى 46 للمسيرة الخضراء، أثنى الملك في خطابه على الدعم الذي يحظى به مقترح الحكم الذاتي كحل لـ”نزاع” الصحراء المغربية، وتأسف لتشبث أطراف أخرى بحلول من الماضي مثل استفتاء تقرير المصير، في إشارة الى جبهة البوليزاريو والجزائر.
وخاطب الملك الأمم المتحدة بالقول: “لقد حان الوقت لتتحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها، وتوضح الفرق الكبير، بين العالم الحقيقي والشرعي، الذي يمثله المغرب في صحرائه، وبين عالم متجمد، بعيد عن الواقع وتطوراته”.
ورغم لجة الانتقاد، فقد حمل الخطاب مقترحا فريدا وجديدا، وقال الملك في خطابه “هناك من يستغل قضية الصحراء، للحصول على منفذ على المحيط الأطلسي. لهؤلاء نقول: نحن لا نرفض ذلك؛ والمغرب كما يعرف الجميع، اقترح مبادرة دولية، لتسهيل ولوج دول الساحل للمحيط الأطلسي، في إطار الشراكة والتعاون، وتحقيق التقدم المشترك، لكل شعوب المنطقة”.
ويعني الملك بكل وضوح دولة الجزائر التي تدعم جبهة البوليزاريو، لقطع الطرؤيق امام اطماع الجزائر الاستراتيجية في البحث عن منفذ للوصلو غلى المحيط الأطلسي.
وهذه أول مرة منذ بداية هذا “النزاع” المفتعل، التي يكشف فيه الملك عدم معارضته لمنح الجزائر امتيازا ما للوصول الى المحيط الأطلسي.
ويطرح الملك هذه المبادرة-المقترح في إطار المبادرة الأطلسية التي تقدم بها المغرب نهاية السنة الماضية، حيث اتفق وزراء دول الساحل الإفريقي يوم 23 دجنبر الماضي بمدينة مراكش، على إنشاء فريق عمل وطني في كل دولة لإعداد واقتراح سبل تفعيل استفادة بلدان الساحل من المحيط الأطلسي.