المنصوري بين التغيّبات والعناد والحگرة.. و”السطو” على المناصب!
قد يتفاجأ قراء “تيل كيل” من كون “الشريفة” فاطمة الزهراء المنصوري، التي غابت عن حضور افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان التي ترأسها الملك محمد السادس الجمعة الماضية بسبب إصابتها بداء كورونا، حسب ما أخبر عنه أحد أتباعها في المكتب السياسي للبام، وذلك خوفا من أن تنشر العدوى، وزاد الزميل الصحافي أحمد مدياني يخبرنا أن المنصوري، لم تحضر جلسة افتتاح الملك للبرلمان، لسنتين على التوالي، وأضاف إلى ذلك عدد الغيابات الكبيرة المسجلة عليها كوزيرة عن البرلمان، وكعمدة عن المجلس… فضلا عن غياباتها المتعدّدة عن أنشطة حزبية وبرلمانية وحكومية وجماعية…
وإذا كان قد سَرى خبر إصابتها بداء كورونا كمبرّر للتغيّب عن جلسة الملك هذه السنة (2024)، فليس لنا علم بمبرّر السنة الماضية (2023)… والواضح أن المنصوري تداوم، خلال الفترة الأخيرة، على السفر إلى خارج المغرب لأسباب، شخصية يُقال عن أكترها إنها صحية…
وإذا كنا نتمنى لمنسقة الأمانة العامة للبام والعمدة والوزيرة الشفاء العاجل والكامل، مع موفور الصحة وطول العمر، فإنه لابدّ من إثارة أكثر من ملاحظة وأكثر من سؤال: كيف تعاني الشريفة فاطمة الزهراء المنصوري من متاعب صحية، وفي نفس الوقت تراكم المهام والمسؤوليات، فهي منسقة الأمانة العامة لحزب (البام)، وهي عمدة لأكبر مدينة مغربية سياحية (مراكش)، وهي وزيرة لأربع قطاعات عمومية (إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة)، كل قطاع منه له مشاكله وإشكالاته الكبيرة والعويصة وموقعه الأساس والحسّاس ضمن منظومة التدبير الحكومي العام…
وفي المحصلة، ومن الطبيعي كذلك، أن تتغيّب الشريفة بشكل متكرّر… لكن من غير الطبيعي هو هذا الإصرار على “مراكمة” المهام، لماذا هذا الإلحاح؟ وهذه الصفات: منسقة الأمانة العامة والمستشارة الجماعية والعمدة والوزيرة (فضلا عن العضوية في هيئات حكومية ومدنية دولية)، هل هناك جهد مضاعف لهذه السيدة للعمل والعطاء والحضور وعدم التغيب في مباشرة كل هذه المهام، أم هناك رغبة ما وراء مراكمة الصفات قد يكون مثلا: “العناد” أو “كاينة غير أنا”؟! نحن فقط نتساءل ونسأل… لأن الشريفة مطلوب منها أن تلتفت إلى نفسها، وإلى صحتها، وأن تتحرّر من كل (أو حتى بعض) هذه المهام، التي بات “تغيّبها” عنها مسجّلا وملحوظا لدى الخاص والعام، مثلما أضحى “عنادها” حديث المجالس والصالونات، يتداولون الاتهامات الموجهة إليها، وكيف تغرق يوما عن يوم في الاختلالات والتجاوزات، دون أن تستطيع لغاية اليوم الخروج إلى الرأي العام للدفاع عن نفسها، في إشارة تحمل قدرا لا يطاق من تحقير الآخرين، فالسيدة تحتقر الجميع، بمن في ذلك “المقرّبين”، الذين تتعامل معهم وكأنهم “مريدين”، إذ تسخرهم ليحملوا عنها كوارث الأعمال “القذرة” من قبيل مخطط استئصال الأمين العام صلاح الدين أبو الغالي، الذي وصل مرحلة التصفية الفاصلة في الاجتماع المقبل للمجلس الوطني، لمجرّد أنه لا يوافق مزاجها، الأمر الذي حوّل حديث المجالس إلى “تنكيت” إلى درجة أن أصبحت تجسد المثل السائر “ولو طارت معزة”، فعنادها يصور لها العالم كله وكأنه في خدمتها، حتى شرعت الصالونات السياسية تصفها بكونها “وحدها اللي مضوية البلاد”!َ!!
أخطر من هذا، فالشريفة المنصوري، التي “تسللت” لكل هذه المناصب، بمجرد ما تجلس على الكرسي، تُبعد كل من راكموا التجارب والخبرات، وتأتي بأشخاص تابعين لها كما هو الحال بالنسبة لما يروج في وزارة السكنى من كون الوزيرة الشريفة رمت وراء ظهرها أوامر الملك حول معايير الكفاءة والاختصاص، وضربت عرض الحائط الموارد البشرية المؤهّلة من أطر الوزارة، التي راكمت الخبرات لعشرات السنين، في ممارسة تعدّت “الطحن” إلى محاولة “المحو”، ومقابل ذلك، تستقدم وتعتمد على الأتباع والمريدين وكل من “يسبّح” باسم الشريفة، حتى أن أهم منصب حساس بوزارتها “منحته” و”وهبته” لأحد هؤلاء، الذي “تنعّمت” عليه، أيضا، بمنصب قيادي في الحزب وصار عضوا بالمكتب السياسي، دون الكلام عن دواويين المنصوري، ناهيك عن الذين أبعدتهم من مناصبهم لتُعطي مكانهم لأخت زوجها ولقريبته، ليظلوا قريبين من مقار سكناهم…
كل هذه الاختلالات باتت تتضاعف أكثر بسبب صمت الضحايا، وبسبب اعتقاد البعض أن كل ما يجري هو “من الْفوق” والباقي يبقى “الْتحت”، لتعيد بذلك إنتاج نفس المسلكيات التي كانت تجثم على أنفاس الباميين وغير الباميين، في عهد “المُبعد” إلياس العمري، الأمين العام الأسبق للبام الذي طويت صفحته بغضبة ملكية تكللت بطرده من الساحة السياسية، بعد أن انكشف أمره حيث كان يطارد باستمرار “صْحاب الوقت” أو مسؤولين سامين أو بعض أعضاء الحكومة كلما كانت هناك تظاهرات دولية، فقد كان “الماكر” إلياس يسافر حيث يسافرون، وكان ذُبابه يسوّقون صور وجوده حيث يوجدون للإيهام بأنه موجود معهم وعلى صلة بهم، وكانت “العربدة” تصل إلى الترويج أن إلياس يوجّه المسؤولين ويأمرهم بما يجب أن يفعلوا…
إلياس انتهت به مطارداته أمس إلى مزبلة التاريخ المغربي.. اليوم لن يكون مآل أي كان ينحو نفس منحنى أمين عام البام المذكور و”المكروه” سوى الرمي في “مزبلة التاريخ”!!! مع أصدق وأعمق التمنيات بالصحة والسلامة والسعادة…