تيفلت.. القابضون على الجمر والمتحكمون في زمام الأمور
هل تعيش مدينة تيفلت على وقع عودة مرحلة ادريس البصري؟ هي بكل اختصار مؤشرات دالة أضحت معالمها بادية وواضحة للعيان، إذ بات المنتخب يقرر في كل كبيرة وصغيرة في تغييب غير مبرر لباقي الفاعلين الذين كانوا حتى وقت قريب يضطلعون بأدوار طلائعية ترتكز على مقومات الموازنة التي تقتظيها الظرفية السياسية والاجتماعية على حد سواء، حيث كان الفاعل الاجتماعي يباشر مهامه الوسائطية في مناخ يتسم بمحددات الديمقراطية التشاركية، غير أن ما تمت مراكمته من رصيد غني بالنجاحات والمكتسبات التي ساهم في بلورة أسسها ومعالمها مختلف الفاعلين والمتدخلين ذات الصلة بورش البناء المؤسساتي الذي يقوي من دعائم دولة الحق والقانون تم تسفيهه دون سابق إنذار.
إن الردة والنكوص التي أضحى يشهدها المشهد الحقوقي بمدينة تيفلت، باتت تؤشر بما لا يدع مجال للشك على بوادر سنوات الجمر والرصاص، إذ أصبح القطب السياسي الواحد يساهم في صناعة القرارات الحاسمة لمجموعة من المؤسسات والتي أدخلت المنطقة في حقبة غير واضحة المعالم، بل وتنذر بمستقبل مظلم يرسم معالم مرحلة قاتمة لا محال، حيث أن الفاعلين الحقوقيين والإعلاميين باتوا مصدر استهداف من قبل جهات كان الأجدر بها أن تنشغل بإخراج عاصمة زمور من براثن الفقر والتهميش عوض تعليق شماعة الإخفاقات المتوالية على قمع الأصوات الحرة الرامية لبناء مغرب الحريات والعدالة والمساواة والعدالة الاجتماعية، هي بكل اختصار بوادر عودة مرحلة البصري بقوة أكثر من أي وقت مضى.
اليوم واقع الحال أصبح يساءل صناع القرار بمدينة تيفلت، والذين باتوا مطالبين بالتنصل من التبعية المكشوفة لقوى الفساد السياسي والتي انعكست ممارساتها بشكل سلبي على واقع التنمية والتي أضحى البادي والداني يعرف حيثياتها وخباياها، في ظل العجز غير المبرر للمسؤولين الذين أوكلت لهم مهام جسيمة تروم بالأساس تأهيل المنطقة تنمويا من خلال تبني تصورات عملية تستجيب لنداءات ومطالب الساكنة التواقة للانعتاق من مظاهر التسلط التي عمرت طويلا بالمدينة والتي أفرزت تمظهرات تنذر بانفجار وشيك للأزمات المركبة والتي تعاني منها جل القطاعات الحيوية والتي تظل عاجزة عن ابتكار حلول عملية و واقعية تقدم إجابات حقيقية عن الإشكالات العالقة بالمجتمع، فهل حان الوقت لإجراء تغييرات واسعة في مراكز المسؤولية؟ لتجاوز سيناريوهات احتجاجات محتملة لفئات واسعة والتي ضاقت مرارة الإقصاء والتهميش على جل المستويات والأصعدة.