“15 شتنبر”.. يجب أن يدفع أحدهم الثمن
بدون مقدمات ولا تمهيدات، دعوة “15 شتنبر” للهجرة سباحة انطلاقا من شاطئ “كاستييخو” في اتجاه سبتة المحتلة، هي اعلان واضح وصريح، لا يحتاج للتأويل والتأمل، على فشل السياسات المعتمدة في عدة مجالات خلال السنوات الأخيرة، وعلى رأسها التعليم والتشغيل.
اليوم شباب وقصر مغاربة يغامرون بحياتهم، ويلقون بأنفسهم في البحر دون ضمانات، ومع احتمالات نجاة منخفظة، وهم يعرفون ذلك، وقد سمعوا الكثير من قصص الغرق والمعاناة، دون أن يكون ذلك كافيا لردعهم، وتخليهم عن “الحلم”.
اليوم، ونحن نواجه الأزمة، وقبل يوم من الموعد المحدد، الحاجة المستعجلة هي للمقاربة الأمنية، لوقف “الزحف”، مع التأكيد على أن هذه المقاربة يجب أن تستحضر البعد الإنساني والحقوقي، كي لا تتحول إلى وقود يمكن أن يغذي أي انفجار مستقبلي.
وغدا، يجب أن يستيقظ كل مسؤول في المغرب، ويقدم الحساب، لنجيب عن السؤال: لماذا وصلنا لهذا المكان؟، من جر المغرب (أقول جر قصدا وبوعي) إلى هذا المكان؟.. لقد وصل المغرب إلى لحظة أصبح مؤهلا فيها لانفجار، لذا رجاء الانتباه.
كل ما أعرفه أن حدثا مثل هذا يجب أن يدفع أحدهم ثمنه، فمن غير المعقول أو المقبول أن نستيقظ يوم 16 شتنبر وكأن شيئا لم يحدث. رغم أنني من المتشائمين، لكن يجب أن يتغير شيء ما. يجب أن يدفع أحدهم الثمن.
أعتقد أننا أمام خياران لا ثالث لهما، إما أن يدفع أحدهم الثمن مع اصلاح ما يمكن إصلاحه، أو أننا سنواجه “كوارث” أكثر فظاعة وأكثر خطرا في المستقبل القريب جدا، وهذا ما لا يتمناه كل محب لهذا الوطن.