كيف تعامل المغاربة مع “إهانة نتنياهو الرابعة”؟
أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمرة الرابعة غضبق المغاربة؛ إثر استخدامه خريطة تُظهر المملكة بدون إقليم الصحراء، والذي اعترفت تل أبيب بسيادة الرباط عليه.
والأربعاء، عقد نتنياهو مؤتمرا صحافيا لوسائل الإعلام الدولية، في محاولة لتبرير تمسكه باستمرار احتلال الجيش الإسرائيلي محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر.
وعرض نتنياهو في المؤتمر فيديو يُظهر خريطة للعالم العربي تضم المغرب بدون إقليم الصحراء، في الواقعة الرابعة من نوعها منذ دجنبر 2020.
وعبَّر مغاربة في مواقع التواصل الاجتماعي، عن غضبهم ورفضهم لما فعله نتنياهو، والذي يرى مراقبون أنه يبدو متعمدا لإرسال رسائل ما إلى الرباط.
الخطأ نفسه
وقال الحقوقي محمد المريخي، عبر فيسبوك: “نتنياهو يكرر نفس الخطأ وينشر خريطة المغرب مبتورة من صحرائه تحت مسمى “الصحراء الغربية”.
وأضاف المريخي أن “المغاربة يعبرون عن إدانتهم لاستعماله لتسمية الصحراء الغربية على أراضي الصحراء المغربية”.
وبطريقة ساخرة، انتقد الإعلامي عبد الصمد بنعباد، عبر “فيسبوك”، ما تضمنه الفيديو الذي استعان به نتنياهو.
وقال بنعباد: “ثم ستخرج الصحافة الإسرائيلية المقيمة في المغرب (يقصد صحافيين يبررون الخطوة)، لتوضح أنه وقع خطأ -للمرة الرابعة- في خريطة المغرب”.
أما المدون هشام الحيان فقال عبر “فيسبوك”، إن “معيار العلاقات الثنائية لدى الدولة هي الاعتراف بالوحدة الترابية للبلاد”.
وتابع: “نرى نتنياهو في خرجة متلفزة ويظهر خرائط بعض الدول منها المغرب التي تم بتر خريطتها السياسية، بل وأكثر من هذا، تم وضع الاسم الوهم”.
تطاول سافر
واصفا ما حدث بأنه “تطاول سافر على سيادة المغرب”، قال محمد بوصير، عبر منصة “إكس”: “للمرة الرابعة نتنياهو يبتر خريطة المغرب”.
فيما قال تامر المغربي، عبر “إكس”: “في المؤتمر، ظهرت خريطة للدول العربية، ولكن تم عرض الصحراء الغربية بشكل منفصل عن المغرب”.
وأردف: “إسرائيل ليس لها حليف عربي حقيقي ولا تلتزم بالعهود أو تبادل المصالح”.
ومتفقة مع المغربي، قالت زهراء ألما، عبر “إكس”، إن “نتنياهو لا يحترم حلفاءه”.
ورأت أن هذا يظهر من خلال “عدم احترام المغرب وإظهار خريطة بترت فيها الصحراء”.
علاقات ثنائية
وفي ماي الماضي، اعتذر مكتب نتنياهو عن استخدام خريطة مماثلة، وقال إن “إسرائيل بقيادة نتنياهو اعترفت رسميا بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية في 2023”.
وبرر الخطأ بأن الخريطة التي استعملها نتنياهو “خريطة قديمة قُدمت إلى رئيس الوزراء لحظات قبل بدء مقابلته مع قناة فرنسية”.
وشدد مكتب نتنياهو على أن “سياسة إسرائيل غير قابلة للتأويل ولم تتغير، وإسرائيل تعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية”.
وسبق أن ظهرت خريطة المغرب بدون إقليم الصحراء في أكتوبر الماضي، حين استقبل نتنياهو في مكتبه نظيرته الإيطالية جورجيا ميلوني، كما وقع الأمر نفسه في دجنبر 2020.
وفي يوليوز 2023، أعلنت الرباط أن إسرائيل اعترفت بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، حسب رسالة تلقاها الملك محمد السادس من نتنياهو.
واستأنف المغرب وإسرائيل في دجنبر 2020، علاقتهما الدبلوماسية بوساطة أمريكية.
وأعربت قطاعات شعبية وقوى سياسية في المغرب عن رفضها لهذه الخطوة، التي أعقبتها زيارات مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى إلى الرباط، لكنها توقفت منذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي.
(الأناضول)