التامني: لماذا تصر الحكومة على تجاهل مطالب شغيلة الصحة؟
تساءلت برلمانية فدرالية اليسار الديمقراطي، فاطمة التامني، عن الأسباب التي دفعت الحكومة المغربية، وفق مقدمتها وزارة الصحة، لتجاهل مطالب مهنيي القطاع والاتفاق مع النقابات، الأمر الذي تسبب في تزايد حدة الاحتقان والمخاطرة بصحة المواطنين.
وقالت التامني، ضمن سؤال برلماني موجه لرئيس الحكومة، عزيز أخنوش، “لقد تفاجأنا بأنكم برمجتم في جدول أعمال مجلس الحكومة المزمع عقده اليوم الخميس 4 يوليوز الجاري، المصادقة على عدد من المراسيم المتعلقة بتنفيذ الزيادة في أجور الموظفين المتفق بشأنها في اتفاق الحوار الاجتماعي المركزي، لكن جدول الأعمال مجلسكم الحكومي لا يتضمن مع الأسف أي مرسوم يخص تنفيذ الاتفاق الناتج عن الحوار الاجتماعي بقطاع الصحة بين كل النقابات واللجنة البين – وزارية التي كانت مكونة من ممثلين عن السلطات الحكومية المكلفة بالميزانية وبالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة ومن الأمانة العامة للحكومة ومن الصحة والحماية الاجتماعية”.
وأضافت التامني، “إننا السيد رئيس الحكومة نعتبر هذه مفارقة غريبة وتعاملكم غير مفهوم وغير مقبول. ففي الوقت الذي يعرف فيه قطاع الصحة منذ عدة أشهر احتقانا غير مسبوق وإضرابات طويلة ومتتالية واحتجاجات مستمرة ومسيرة وطنية إلى البرلمان تعتزم الشغيلة الصحية تنظيمها يوم 10 يوليوز، وتأثير كل هذا الاحتقان على صحة المواطنين والخدمات الصحية المقدمة لهم. هؤلاء المواطنين الذين جعلتم منهم مع الأسف رهائن في نزاع افتعلتموه وبدون مبرر”.
وتساءلت، “لماذا تتنكرون للمطالب المشروعة والعادلة لموظفي الصحة، ولحوار أنتم وحكومتكم كنتم على علم به منذ البداية؟، ولماذا لم تبرمجوا للمصادقة أي بند من بنود اتفاق الحوار الاجتماعي بقطاع الصحة ؟ وما هو سبب وخلفية استمراركم في تجاهل ما تم التوصل إليه بين النقابات واللجنة الحكومية؟”.
وتابعت، “لا نظن بأن أسباب رفضكم، مالية أو قانونية أو إدارية لأن اللجنة بين الوزارية كانت تضم كل القطاعات المعنية، وبالتالي اطلعت على تفاصيل كل النقط التي تمت مناقشتها والتفاوض بشأنها ووافقت عليها في آخر المطاف، بل إننا نعتبر أنها ناتجة عن تعنت ورفض غير مفهوم وعن حسابات سياسوية ضيقة، تضحي بمطالب الموظفين وتتناسى معاناة المواطنين بعدم الاستجابة لحاجياتهم الصحية”.
وزادت، “الا تعتقدون السيد رئيس الحكومة، بأنكم تلعبون بالنار في بإمعانكم في التنكر لمخرجات الحوار والاتفاق الذي تطلب عشرات الاجتماعات والمفاوضات، وبأنكم تخاطرون بهذا القطاع الحيوي وبانخراط العاملين به وبصحة المواطنين أكبر المتضررين ؟”.
واستطردت، “ألا تعتقدون بأنكم تدفعون بتجاهلكم النقابات ومهنيي الصحة إلى المزيد من الاحتجاج والتصعيد وشل المستشفيات والمؤسسات وعدم توفير الخدمات الصحية ومقاطعتها؟ الهذه الدرجة لا تكترثون لصحة المواطنين الذين يقصدون المؤسسات الصحية العمومية؟ إننا السيد رئيس الحكومة، ندعوكم إلى مراجعة تعاملكم مع هذا الملف الحساس في قطاع جد حساس تفاديا لكل ما من شأنه أن يضر المواطنين وإنصافا للعاملين”.