سري للغاية.. عن قاتلي المبادرات


استئناسا بعلم الاجتماع وخاصة خلاصات دينامية المجموعات، ومن خلال التجربة أيضا يمكن تصنيف “المعرقلين وقاتلي المبادرات” إلى ثلاث أجناس:

جنس ” الحرس القديم ” الذي يرى أنه فوق التنظيم و وصيا عليه، ويملك وحده سلطة القرار في أي فعل أو مبادرة، هذا الجنس استبدادي ومتسلط لا يقبل الرأي الآخر و لا بالعمل المشترك، بحيث يرى كل مبادرة مهددة لوجوده ولحضوره المرضي، يصنف كل مخالف لهذا الفكر في دائرة المغضوب عليهم، يشكك في قدرات و إمكانيات و أهداف و نوايا كل رؤية للتغيير الديمقراطي، وذلك بدعوى مصلحة ” التنظيم “.

الجنس الثاني هو جنس ” مسامير الميدة ”، عدمي عقيم وجبان، يهاب أي تغيير لتقويم الأوضاع المتكلسة، لا يناضل قط، فهو عديم التضحية والمبادرة.

تخصصه هو التبخيس والتصدي لكل حركة ومبادرة مسخرا كل أساليب التيئيس والقتل المادي والمعنوي خارج أي وازع أخلاقي، جنس خبيث خطير، لا يسمع له همس إلا عندما يتحرك أحد فوق الميدان للتشكيك في النوايا ولاقتناص الأخطاء والهفوات وتضخيمها. فنعته بالمسامير.. مستوحى من حكاية جحا الذي ” باع الدار وخلى المسمار” لاختصاصها في عرقلة أي حركة أو مسيرة للتغيير، وهو جنس غالبا ما يفلح في النيل من المعنويات والعزائم.. هذا الجنس هو في الغالب ضحية ممارسة جنس آخر أكثر مكرا ودهاء.

النوع الثالث ” جنس الثعالب”، جنس في قمة المكر والدهاء، ضحاياه كثر، يستفيد من الأوضاع المهترئة داخل المجموعات، ويتخذ من حالة الخمول والكسل المريحين مطية لنيل “الثقة المفقودة” واكتساب مزيد من السطوة والحضور ” الوهميين” في الأجهزة.

- إشهار -

يركز كل أساليبه وخدعه وإمكانياته بتسخير ” كراكيزه” (marionnettes) للهدم وإجهاض المبادرات في المهد للاستمتاع بـ”راحة” خلوده لتخريب المجموعات. وسيلته في ذلك التحالف “المقدس” مع جنس ”مسامير الميدة ” لـ” تضليل الرأي العام وتأليبه” في التصدي لأي فعل أو حركة نضاليين من شأنهما وأد أي اجتهاد في الفكر والتنظيم.

فهذا الجنس يرفض التباري الحر والنزيه لتحمل عبء المسؤولية، ويستعمل “تكتيك” المراوغة بالإنحناء أمام أمواج التغيير الديمقراطي، ذلك في انتظار فرصة الانقضاض واقتناص ضحاياه.

جنس “الثعالب”، حربائي يقظ ودائم الحضور، يستفيد من وضع السبات والخمول، جنس مفترسة وفارس متمرس في عقيدة الإستفادة والهيمنة والتحكم، وهو المسؤول عن إفشال كل فكر واقتراح وفعل مبادر.

هذه قراءة متواضعة وتشخيص لواقع الحال من خلال تجربة مرة، أقدمها بمثابة رسالة لكل من يهمهم الأمر ولكل غيور على الإرث الفكري والسياسي والقيمي للمؤسسين الأشاوس.. وكل تطابق في الأسماء والأحداث هو وليد مكر الصدفة ومن وحي تأويل “مول الفز”.

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد