حامي الدين: التطبيع مع “إسرائيل” سقط أخلاقيا وسياسيا وشعبيا
أكد عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، عبد العلي حامي الدين، أن التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي سقط بشكل لا لبس فيه ما بعد 7 أكتوبر، وفي ظل ما يقع على أرض فلسطين من جرائم دموية يقترفها جيش الاحتلال.
وأضاف حامي الدين في كلمة له خلال ندوة بعنوان “تحولات ما بعد عملية طوفان الأقصى“، نظمتها شبيبة العدالة والتنمية بفاس، 30 دجنبر 2023، أنه لا يمكن أن تستمر أي علاقات مع دولة متهمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد إنسانية، وتقصف المستشفيات والمعابر وشاحنات المساعدات وتقطع الماء والكهرباء والغذاء عن الساكنة المحاصرة.
وأيضا من الناحية السياسية، يتابع المتحدث ذاته، حيث تحطمت كل الأساطير التي بنتها إسرائيل عن نفسها، عسكريا وسياسيا.
وأردف، ومن ناحية ثالثة، فالتطبيع ساقط لأن المغاربة خرجوا في مسيرات مليونية يطالبون بوقف التطبيع، ويعلنون أنهم يريدون إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي.
فلسطين تحيينا
قال حامي الدين إن فلسطين تزرع الحياة فينا وتحيينا من جديد، مشددا على وجوب الاعتراف بتقصيرنا في حق فلسطين لمدة طويلة، كعرب ومسلمين، حيث كنا منهزمين نفسيا تجاه الوضع بفلسطين وهيمنة الاحتلال عليها، بما دفع إلى خلق علاقات تطبيعية مع عدد من الأنظمة، وعمل الاحتلال على تصفية القضية الفلسطينية.
وشدد الأستاذ الجامعي أن عملية طوفان الأقصى ساهمت وأعادت طرح القضية الفلسطينية على المستوى العالم في إطارها الصحيح، وهو أن القضية لم تبدأ منذ 7 أكتوبر، بل إننا أمام شعب عانى من احتلال إسرائيلي لمدة تزيد عن 75 سنة، ولأكثر من 100 إن أضفنا لها الانتداب البريطاني.
ونبه حامي الدين إلى الاحتلال الصهيوني ليس كغيره من أنواع الاحتلال، لأنه احتلال إحلالي، حيث قامت إسرائيل بتدمير أزيد من 500 قرية ومدينة فلسطينية، وهجرت ثلث المواطنين، وأبادت الثلث الثاني، وأخضعت الثالث الباقي وما تحاول القضاء عليه أو تهجيره.
وعي دولي
ذكر عضو أمانة “المصباح” أن الشباب في العالم الغربي أصبح أكثر تشوقا لمعرفة حقيقة ما يجري في فلسطين، حيث نرى العديد منهم صاروا أكثر إبداعا وحضورا وصراحة من العديد من أبناء أمتنا العربية والإسلامية، والذين عبروا عن انحيازهم الواضح إلى الحقيقية التاريخية والدفاع عنها.
وأضاف، كما أن أرقام مشاركة هؤلاء الشباب الغربي في الفعاليات الداعمة لفلسطين بالجامعات والمؤسسات الغربية مفرحة، وهي مؤشرات إيجابية لصالح مستقبل القضية الفلسطينية.
ووصف حامي الدين ما يقع بالتحول المهم الذي ما كان ليتحقق لولا عملية 7 أكتوبر، والتي دفعت أيضا الكثيرين إلى البحث لمعرفة السر الذي يجعل الإنسان الفلسطيني يصبر كل هذا الصبر، ويقاوم ويضحي ويدافع بهذه الشراسة، ويسترخص دمائه وحياته كلها في سبيل الحرية والأرض والاستقلال.
جرائم صهيونية
قال حامي الدين إنه في مقابل صمود أسطوري وبطولي للمقاومة الفلسطينية، ولأزيد من 83 يوما، نجد أن جيش الاحتلال ارتكب ويرتكب عشرات الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب ضد السكان الفلسطينيين، وعمليات إبادة لشعب أعزل، مشددا أهمية الالتزام وعدم الاستهانة بالمعايير والقوانين الدولية حتى وإن لم يتم تطبيقها حاليا على الوضع الفلسطيني.
وذكر حامي الدين أن إسرائيل فاشلة في الحرب، ولم تنجح سوى في قتل المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ، وقصف المستشفيات ودور العبادة وغيرها، منبها إلى أن مشاهد الدمار والتقتيل أيقظت الرأي العام العالمي، وحاصرت إسرائيل والإدارات الغربية الداعمة لها.
واعتبر المتحدث ذاته أن التحولات الجارية سيكون لها أثر مباشر وآت على مستقبل العالم الغربي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.
وأبرز حامي الدين أنه جاء الوقت لنخضع مجموعة من القيم الغربية أمام النقد الصارم، ونعيد النظر والبحث في تاريخنا وتراثنا ومقوماتنا، حيث يركز الإسلام على الأخلاق، سواء في الحرب أو في السلم، وهي المعاني التي يحتاجها العالم اليوم بشكل كبير جدا.
المصدر: الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية