تبادل الأسرى وانتصار المقاومة
إيمان الفناسي
صورتان لهما دلالات عميقة في مشاهد تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني الأولى يظهر فيها سكان غزة وهم يحيون المقاومين ويرفعون شارة النصر ولسان حالهم يقول معكم حتى الرمق الأخير .
إن التفاف الشعب الفلسطيني حول المقاومين أخرس كل الألسن فرغم الدمار والتقتيل الذي وصل حد الإبادة يصر الفلسطينيون على أن حريتهم ليست للبيع وأنهم مستعدون للتضحية من أجلها بأرواحهم وأموالهم ودورهم وكل ما يملكون وحين تصل أمة إلى هذا الحد من الوعي لا يمكن تدجينها أو كسر إرادتها ألم يقل الشابي (إذا الشعب يوما أراد الحياة…فلا بد أن يستجيب القدر) ؟ إن القدر سيستجيب فيما سنستقبل من أيام لإرادة الفلسطينيين ومن المضحك المبكي أن يصمد أولئك الذين ألقيت عليهم الأطنان من المتفجرات لتركيعهم لكن دون جدوى وأن ينبري من المغرب جيش من النائحات المأجورات لتحميل المقاومة دماء الفلسطينيين الزكية غير أننا نفهم أن من كان ذا فم مر مريض يجد مرا به الماء الزلال على رأي المتنبي شتان بين من يعرف مذاق الحرية ومن ألف القيد واستعذب الذلة والهوان.
وفي الصورة الثانية يحيي الأسرى المحررون محتجزيهم كان الشهد صادما الإسرائيليين حتى أن بعض صحفهم شتمت إحدى المحررات ورمتها بأبشع الأوصاف لأنها من حيث درت أو لم تدر قدمت هدية عظيمة لخاطفيها لقد قالت بكل لغات العالم أنهم ربحوا المعركة القيمية والأخلاقية التي تدور رحاها بين المعسكر الغربي والصهيوني من جهة والعالم الاسلامي من جهة أخرى وقد ركز العلامة المغربي الراحل المنجرة على خطورة هذه الحرب واكد أنها أكثر خطورة من حرب الطائرات والدبابات والذي ينتصر في حرب القيم تسود حضارته بقوة الأخلاق وسمو رسالته الحضارية وهذا ما يظهر بجلاء
في صور الأسرى الذين يعانقون محتجزيهم دون تردد او خوف خلاصة القول إن المقاومة الفلسطينية من خلال المشهدين سالفي الذكر ربحت معركة القيم ومعركة التلاحم مع الشعب وهذا لوحده كاف لدحر كل دبابات الكيان الصهيوني وطائراته ودمويته المقيتة.