لماذا اختفى أوزين وخفت صوته؟
استطاع الأمين العام “الجديد” لحزب الحركة الشعبية، محمد اوزين، أن يبصم على معارضة قوية للحكومة التي يقودها عزيز أخنوش، لدرجة تحول معها في مرحلة من المراحل، إلى “أيقونة المعارضة البرلمانية” من داخل الغرفة الأولى، من خلال تدخلاته وخرجاته التي وصفت بـ”القوية والمحرجة للحكومة التي يقودها صديقه”.
لكن ومع مرور الوقت تراجع أوزين إلى الخلف، ولم يعد يحضر جلسات البرلمان بشكل منتظم كما كان عليه الأمر سابقا، ولم يعد يسمع له صوت معارض منذ بداية الدورة البرلمانية الحالية باستثناء مناسبة واحدة حين كان يتم نقاش مشروع قانون المالية.
وفي ماي الماضي، تحدث أوزين في احدى خرجاته القوية على أن “الحكومة الحالية هي مرحلة عابرة في ظرفية ما بعد جائحة كورونا، تزامنت مع أزمات اقتصادية واجتماعية، وكان لها الفضل في تكريس هذه الأزمات بخلق بؤس وأزمة سياسيين”، مؤكدا انها “لم تلتزم بوعودها الانتخابية، بل تراجعت عن العديد من المكتسبات السابقة، مما زاد في تعميق أزمة ثقة المغاربة في السياسة والسياسيين”.
وردا على الانتقادات التي كان يوجهها أوزين للحكومة، اعتبر رئيس الحكومة، في حينه، أن أوزين يقوم بـ”تهييج المغاربة؛ وهو ما لا يتوافق مع مكانته كأمين عام لحزب كبير، كان امحند لعنصر على رأسه”.
وقال أخنوش: “لست ضد المعارضة. منذ اليوم الأول لتشكيل الحكومة، كنا حريصين على أن تكون لدينا معارضة قوية تمارس أدوارها. وفي نفس الوقت، واجهنا بكثير من الحزم، التمييع والنقاش المبتذل والشعبوية وممارسة المعارضة بأسلوب يسيء لمكتسبات بلادنا”.
واعتبر عضو في المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية، ان “تراجع اوزين عن تصدر المشهد السياسي جاء بطلب من بعض الأشخاص الذين اعتبروا ان طبيعة المعارضة التي كان يقوم بها لا تتوافق مع خط الحزب ومع التقاليد التي كرسها امينه العام السابق”.
وقال العضو، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريح لموقع “بديل”، ان أوزين “تراجع بعد توصيات من لعنصر، الذي طالبه في احد الاجتماعات بتجنب أسلوب المعارضة الذي يمكن ان يهيج الشارع، وباختيار المصطلحات التي يستعملها بشكل افضل، وهو ما يبدوا ان الأمين العام استجاب له”.
وأضاف، “كما ان بعض أعضاء الحزب عبروا بأكثر من طريقة على عدم موافقتهم على طريقة الأمين العام، وخروجه المتكرر في وسائل الإعلام، حيث وصل الأمر بأحد البرلمانيين المنتمين للفريق الحركي إلى التعبير عن هذا الرفض أمام أحد وزراء الحكومة”.
وحاول موقع “بديل” التواصل مع البرلماني والأمين العام، محمد أوزين، لمعرفة وجهة نظره في هذه التصريحات إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل.