لماذا فاجأ زلزال الحوز الجيولوجيين؟


بعد ساعات قليلة من حدوث زلزال الحوز، قال مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء، ناصر جبور، في تصريحات صحافية إن الزلزال كان مفاجئا من حيث القوة.

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    وحوالي الحادية عشرة وعشرة دقائق ضرب المغرب زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، مركزه في دوار “إيغيل” في الحوز؛ مخلفا 2946 حالة وفاة و5674 مصابا، حسب آخر حصيلة صادرة عن وزارة الداخلية.

    ومنذ وقوع الزلزال، تتصاعد تساؤلات بين الباحثين الجيولوجيين والمختصين في النشاط الزلزالي أبرزها: كيف حدث هذا الزلزال؟ ولماذا في هذه المنطقة وبتلك القوة غير المسبوقة؟

    جبال الأطلس

    الباحث في الزلازل والجيولوجيا بكلية العلوم في وجدة، عمر عزوز، قدَّم نظرة عن الإطار الجيولوجي العام يمكن أن تساعد في فهم ما حدث.

    عزوز قال، ضمن تصريحات صحفية، إن سلسلة جبال الأطلس حديثة العهد، وعمرها أقل من 29 مليون سنة، شأنها شأن سلسلة جبال الريف التي ينتمي إليها إقليم الحسيمة.

    وأضاف أن جبال الأطلس يوجد في حدودها الجنوبية فالق (انكسار) كبير يمتد من منطقة أكادير إلى الشرق ويعبر الجزائر وتونس، كما يوجد انكسار متقطع قادم من جهة الشمال للسلسلة من إقليم بني ملال.

    ومع وجود هذه الانكسارات وتقارب قارتي إفريقيا وأوروبا، تنجم حركة تكتونية حديثة، وكلما وقَّع انكسار حديث، وقع زلزال، تابع عزوز.

    وأوضح أن منطقة الحوز، مركز الزلزال الأخير، تقع بين الانكسار الكبير جنوب الأطلس والانكسار الشمالي شمال الأطلس، وتسمى لدى الجيولوجيين بالمنطقة “الانخلاعية”.

    حدة الانكسار

    - إشهار -

    ملاحظة عامة أخرى حول جغرافية منطقة الحوز تحدث عنها عزوز بقوله إنها منطقة جبلية وعرة تميزها الوديان العميقة، وهذه خصائص تفيد بوجود ارتفاع دائم للقشرة الأرضية وعدم استقرار تكتوني.

    ومكمن المفاجأة بالنسبة له هو أن مركز الزلزال، وفق المعطيات الأولية، بعيد عن حد الانكسار العام بنحو 45 درجة، أي أنها منطقة لا تقع عند الحد الفاصل بين الصفائح التكتونية.

    وشدد على أنه لم يكن يدر بخلد أحد أن تسجل المنطقة زلزالا بهذه القوة، ولم يسجل التاريخ أن المنطقة أو المغرب عامة سجل زلزالا بتلك القوة.

    عزوز أرجع سبب وقوع زلزال الجمعة إلى أنه حدث تخزين هائل لطاقة الاحتكاك امتد على الأرجح لنحو 300 سنة.

    مراجعة المسلمات

    قبل زلزال الجمعة، كان يمكن لأي باحث في الزلازل أن يحصر المجال الجغرافي الذي يعرف نشاطا تكتونيا مستمرا، قد ينجم عنه زلزال ضعيف أو متوسط، في المناطق الشمالية ولاسيما أقاليم الحسيمة والدريوش.

    وسجلت الحسيمة في العقود الثلاثة الماضية عدة زلازل، أبرزها زلزال عام 1994 وخلَّف قتيلين، وزلزال 2004 وأسفر عن نحو 600 قتيل وآلاف المشردين.

    وتلك المنطقة، وفقا لباحثين، تشكل المقدمة البارزة للصفيحة الإفريقية التكتونية التي تتحرك باستمرار في اتجاه الشمال.

    وسيدفع زلزال الحوز الباحثين إلى مراجعة كل الدراسات حول النشاط التكتوني في المنطقة، لمحاولة فهم حدوث الزلزال في انكسار عرضي بعيد عن الانكسارات المعروفة التي كانت على الدوام تنجم عنها هزات ضعيفة.

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد