لماذا ترفض الجزائر دعوات المغرب المتكررة؟
على غرار خطابات سابقة، جدد الملك محمد السادس، في خطابه بمناسبة عيد العرش الأخير، الدعوة لإعادة فتح الحدود مع الجزائر، مؤكدا أن “المغرب لن يكون مصدرا لأي شر أو سوء”.
واعتبر الملك، في الخطاب ذاته، أن العلاقات المغربية الجزائرية “مستقرة”، معربا عن أمله في “عودة الأمور إلى طبيعتها”، وقال: “في هذا الصدد، نؤكد مرة أخرى، لإخواننا الجزائريين، قيادة وشعبا، أن المغرب لن يكون أبدا مصدر أي شر أو سوء؛ وكذا الأهمية البالغة، التي نوليها لروابط المحبة والصداقة، والتبادل والتواصل بين شعبينا”.
وبعد 3 أيام من الخطاب لم يصدر أي رد رسمي من القيادة الجزائرية، في الوقت الذي نقل موقع “الشروق أون لاين”، تعليقا مقضبا لأحد المسؤولين الجزائريين والذي قال فيه: “لا يمكننا التعليق”.
وفي سياق “التجاهل” الجزائري للدعوات المغربية، قال رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، رشيد لزرق، إن “رفض العسكر في الجزائر للحوار مع المغرب رغم الدعوات الملكية المتكررة يعود لأسباب متعددة ومتشابكة”.
وأضاف لزرق، في تصريح لموقع “بديل”، أن “إزاحة ورقة العداء للمغرب ستترك الجيش بدون مبرر للوصاية على الشعب الجزائري، تحت مبرر الخطر الخارجي، في وقت يتطلع فيه الجزائريون لإقامة دولة القانون والديمقراطية التي سيكون فيها العسكر مجرد مؤسسة من مؤسسات الجمهورية، وليس سلطة فوق الدولة”.
ويرى الأستاذ الجامعي بكلية الحقوق بالرباط، أن “الجنرالات المتحكيمين في السلطة ليسوا مستعدين للتنازل الكلي عن التحكم في الدولة، لأن ذلك يعني تنازلهم عن امتيازاتهم الخاصة وسيطرتهم على كل مفاصل الدولة”.
وأكد لزرق أن “فتح الحوار مع المغرب يعني إحداث قطيعة وعودة الجيش الجزائري إلى ثكناته وتفرغه لمهامه الأصلية كمؤسسة تحافظ على أمن الوطن الخارجي للجزائر”.
وشدد لزرق على أن “العسكر يحاول ايهام الشعب بكون الجزائر تتعرّض لمؤامرات خارجية، عبر اختلاق وقائع دون دليل بغاية خلق حالة من البارانويا والهستيريا لدى الشعب تجعله يؤجل مطلب الديمقراطية”.