فرنسا.. استمرار الاحتجاجات العنيفة بسبب مقتل نائل
أورد وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين، أنه تم إلقاء القبض على ما لا يقل عن 471 شخصاً حتى الآن، وذلك في الليلة الرابعة من الاحتجاجات التي تشهدها فرنسا، منذ مقتل مراهق على يد شرطي يوم الثلاثاء.
وقال دارمانين إن أعمال العنف كانت “أقل حدة بكثير” مما كانت عليه في الليلة السابقة، عندما تم اعتقال أكثر من 900 شخص.
وكانت الأمور أكثر هدوءاً ليل الجمعة في باريس، مع الإبلاغ عن حوادث متفرقة فقط.
لكن الفوضى استمرت في مدن أخرى من بينها مرسيليا، حيث ألقي القبض على 87 شخصا، وتم نهب متجر أسلحة.
ودعا عمدة مرسيليا الحكومة الوطنية إلى إرسال قوات إضافية على الفور لتعزيز الأمن في المدينة.
كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتهم يوم الجمعة منفذي أعمال الشغب باستغلال وفاة الفتى المراهق الذي قتل برصاص الشرطة من أجل خلق حالة من الفوضى.
ورأس ماكرون اجتماعاً طارئاً للحكومة الفرنسية بعد ليلة ثالثة من أعمال الشغب.
ودعا ماكرون “الأهل إلى التحلي بالمسؤولية”. وقال “من الواضح أن الوضع الذي نعيشه، كما نرى، هو نتيجة جماعات منظمة وعنيفة ومجهزة في بعض الأحيان، ونحن ندينها ونوقفها وستُقدم للعدالة، ولكن، هناك أيضًا عدد كبير من الشباب. ثلث المعتقلين في الليلة الماضية هم من الشباب، وبعضهم صغار جدًا”.
وتابع “تقع على عاتق الوالدين مسؤولية إبقائهم في المنزل. … الجمهورية ليست مكلفة أن تحل محلهم”.
كما قال إنه يتوقع من منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية أن تتحلى “بروح المسؤولية” مشيراً على وجه الخصوص إلى سنابشات وتيك توك حيث تُنظم “تجمعات عنيفة … تبعث على نوع من محاكاة العنف، مما يؤدي إلى قيام الأصغر سناً بالتصرف بعيداً عن الواقع”.
وعبأت الحكومة الفرنسية 45 ألف شرطي ودركي فرنسي ليل الجمعة-السبت تحسباً لأعمال شغب متوقعة، لليلة الرابعة على التوالي.
كما أصدرت الحكومة أوامرها للحافلات العامة والقطارات في عموم البلاد بالتوقف عن العمل هذا المساء، وحظرت بيع الألعاب النارية التي تستخدم في مهاجمة الشرطة، في الوقت الذي تسعى فيه إلى منع وقوع ليلة رابعة من الاضطرابات العنيفة.
وقال ماكرون “نشعر أحياناً بأن بعضهم يمثل في الشارع ما يحدث في ألعاب الفيديو التي سممتهم”
وقال مخاطباً اجتماع الأزمة الوزاري إن “وسائل إضافية” سيتم حشدها من قبل وزارة الداخلية للتعامل مع الاحتجاجات العنيفة.
وأضاف أنه سيتم “حيثما كان ذلك مفيدًا ومتى كان ذلك مفيدًا، طلب الحصول على هوية أولئك الذين يستخدمون هذه الشبكات الاجتماعية للدعوة إلى الفوضى أو تكثيف العنف”.
وأبرز ماكرون أن هناك تدابير أمنية إضافية سيتم اتخاذها من أجل احتواء الاحتجاجات التي تشهدها عموم البلاد في أعقاب مقتل الفتى نائل على يد الشرطة.
وتقول السلطات إن مئات المباني دُمرت بينما حُرقت ألفا سيارة. وتقول الحكومة إن “جميع الخيارات” يتم بحثها لإخماد العنف.