لحليمي يطالب بتغيير النموذج الفلاحي
يرى المندوب السامي للتخطيط، أحمد لحليمي، أن النموذج التنموي للفلاحة في المغرب يحتاج إلى التغيير قصد استيعاب يد عاملة أكبر، وتشغيلها بشكل مهيكل.
ودعا لحليمي، أمس الثلاثاء 30 ماي الجاري، خلال لقاء متعلق بالتشغيل، إلى دعم بروز صناعة تحويلية متوسطة تقودها المقاولات المتوسطة والصغيرة بهدف خلق فرص الشغل والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام.
واعتبر المندوب أن “ضعف الإنتاج للقطاع الفلاحي، يؤثر على الوضعية الاقتصادية ككل”، موردا أن الفلاحة تشغل حوالي 40 في المائة من اليد العاملة في الوقت الذي سوى بـ12 في الناتج الداخلي الخام.
وسجل أن ضعف إنتاجية الفلاحة، يعطى يدا عاملة فائضة عن الحاجة؛ إذ ترتهن للأمطار التي توفر لها فرص عمل، مشيرا إلى أن العاملين في هذا القطاع يمكن أن يتوقفوا عن العمل في حال عدم هطول الأمطار والاشتغال في أشغال بسيطة ذات مستوى إنتاجية أضعف ما يساهم في توسيع دائرة القطاع غير المهيكل، الذي يتضخم بسبب الفائض في اليد العاملة في الفلاحة.
وأوضح لحليمي أن هذه الوضعية تساهم في انخفاض إنتاجية الاقتصاد ككل، ما يفسر أيضا انخفاض الأجور حتى في القطاعات التي شهدت ارتفاعات في الإنتاجية مثل الصناعة أو التجارة والخدمات.
ومن بين النتائج التي توصلت إليها المندوبية السامية للتخطيط من خلال “الحساب التابع للشغل”، سجل لحليمي أن ضعف الإنتاجية في الفلاحة، وقصور القطاعات الأخرى عن استيعاب اليد العاملة الفائضة، ينعكس على الأجور في جميع القطاعات، ضاربا مثلا بالزراعة العصرية والصيد التي ترتفع إنتاجيتها بـ4,4 في المائة سنويا، غير أن الأجور فيها تنخفض بـ1,7 في المائة. ويفسر ذلك بوجود فائض في اليد العاملة، ما يجعل صاحب الرأسمال قادرا على التفاوض وعدم الزيادة في الأجور.
وأكد لحليمي، في هذا الإطار، أن عدم الرفع من الأجور في ظل ارتفاع الأسعار يؤدي إلى انخفاض الاستهلاك، مشيرا إلى أن هذا الأمر له انعكاس على النمو.