“استيراد الأبقار من الخارج” بين مصلحتي “المستهلك” و”الكساب”
علّق عدد من المغاربة أملهم الكبير على عمليات استيراد الأبقار المخصصة للذبح من الخارج، فيمايخص تخفيض أسعار اللحوم في السوق الوطنية، خصوصا في شهر رمضان الجاري.
وفي الأيام الماضية، وصلت شحنة متكونة من 2800 رأس من الأبقار المخصصة للذبح، مستوردة من البرازيل، في إطار تزويد السوق الوطنية باللحوم الحمراء ودعم استقرار أسعارها بالجملة والتقسيط.
وقال الكاتب الجهوي لتجار اللحوم الحمراء بالدار البيضاء، هشام جوابري، في تصريح لموقع “بديل”، إن “الكمية التي تم استيرادها من الأبقار ستساهم في تخفيض الأثمنة، أو على الأقل ستساعد في الحفاض على السعر الحالي دون أي زيادة، خصوصا وأننا في شهر يرتفع فيه الطلب على اللحوم الحمراء”.
وأضاف جوابري: “الأبقار التي يتم استيرادها من البرازيل تصل إلى المغرب بأثمنة منخفضة، في حدود 68 درهما للكيلوغرام الواحد، أي أقل من تلك المستوردة من أوروبا والتي يبلغ ثمنها 75 إلى 77 درهما”.
من جهة أخرى يرى “الكسابة” أن عملية رفع الحواجز الجمركية على استيراد الأبقار لمدة سنة كاملة “سيشكل ضربة قاسمة أخرى لظهر الفلاحين الصغار”.
وفي هذا السياق قال الفلاح بمنطقة سيدي بنور، مصطفى مول الضهرة، في تصريح لموقع “بديل”، إن “قرار استيراد الأبقار المخصصة للذبح من الخارج، لا يأخذ مصالح الفلاح بعين الاعتبار، وخصوصا الفلاح الصغير.. فالكساب لديه مصاريف كثيرة بالنظر لغلاء الأعلاف وسنوات الجفاف..”.
وأضاف مصطفى: “وزارة الفلاحة لم تقدم أي دعم حقيقي للفلاح، باستثناء بعض الأعلاف التي لا تكفي لشيء، ولا يمكنها أن تغطي ولو جزء صغير من المصاريف، وهناك من لم يستفد منها.. فالبقرة اليوم تحتاج 50 درهما أو أكثر من المصاريف في اليوم، وهو ما يصعب على الفلاح توفيره”.
وفي سيّاق متصل، طالب نائب الكاتب العام للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي، إدريس عدة، في تصريح لـ”بديل”، بـ”التعجل بدعم الأعلاف والمواد البيطرية والمحروقات وتعزيز القطيع الذي يرعاه صغار الكسابة وإطلاق برنامج استعجالي لتنظيم وتحسين المراعي لضمان حد معقول من المنتوج الوطني يحسن دخل صغار الفلاحين، ويقي المواطنات والمواطنين تقلبات المناخ والأسواق العالمية وجشع السماسرة”.