على خلفية “واقعة مليلية”.. بلكبير: الهجرة حق مقدس للإنسان
بديل.أنفو
علّق المحلل السياسي المغربي عبد الصمد بلكبير على محاولة الهجرة التي أقدم عليها آلاف الأفارقة من جنوب الصحراء، صباح اليوم الأربعاء 2 مارس الجاري، نحو مدينة مليلية المُحتلة، قائلا: “إن الهجرة والتنقل هما حقان مقدسان للإنسان”.
وأكد بلكبير، في تصريح لموقع “بديل”، على أن “الهجرة حق مقدس للإنسان، وليس مجرد حق قانوني”، موضحا أن “الله سبحانه وتعالى عندما قال: ألم تكُن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها.. هو بمثابة أمر ضمني بالانتقال والترحال.. والأرض هي أرض الله، وليست للناس أو لدولهم”.
ولفت بلكبير إلى أن الإنسان في الماضي كان يأخذ أفي بعض الأحيان معاركا، من أجل تحقيق حقه في التنقل، كما فعل مثلا طارق بن زياد، وهو يفعله المهاجرون الآن، وإن اختلفت الطريقة.
وفي هذا السياق، أبرز القيادي السابق بحزب الاتحاد الاشتراكي، أن سبتة ومليلية مدينتين مغربيتين في الأصل، وفي التاريخ، وكان يُفترض مع النظام العالمي الجديد أن يتم حل وتجاوز بقايا الاستعمار، كفلسطين المحتلة وسبتة ومليلية وبعض النقط هنا وهناك.
وضمن التصريح ذاته، أشار بلكبير إلى أن “دخول المغاربة إلى سبتة أو مليلية، يعني دخولهم إلى مدينتهم في الأصل”، مشددا على أن المغرب “ليس مسؤولاً على حماية حدود دولة استعمارية”.
الأخطار والإصابات
وبشأن الإصابات والأخطار التي يتعرض لها المهاجرون، أبرز بلكبير أنه “ليس هناك تاريخ بدون أخطار أو صراع أو ضحايا”، موضحا أن “المهاجرين، هم مناضلون ضد الحدود الاستعمارية القديمة الموروثة، وحتى الجديدة.. فهم مناضلون ومكافحون، وهم يضعون كل الاحتمالات، بما في ذلك التعرض للقمع والجرح والضرب أو حتى الموت في بعض الأحيان”.
وأشار بلكبير إلى أن “تاريخ البشرية لا يتطور بدون هجرة”، مردفا أن “الهجرة هي التي تفسر تطور تاريخ البشرية وحضارتها.. فالتراث الفولكلوري المشترك بين جميع الشعوب، بما في ذلك التراث الديني، يدل على أن تاريخ البشر هو تاريخ التنقلات، سواء في المرحلة البدائية أو في مراحل الإمبراطوريات”.
وفي هذا الصدد، لفت أن النظام الإمبراطوري كان يضمن حق التنقل للناس في كل الأرجاء، دون قيود أو حدود.
وقال إن “ظاهرة الحدود مرتبطة بما يسمى بالدولة الحديثة، أي التي ارتبطت بالتراث البورجوازي”، وتابع: “إن التضيق أو الاعتداء على حق البشر في التنقل، هو طارئ وجديد ومرتبط بالستعمار الجديد”.
وأبرز المحلل السياسي، ضمن الصريح ذاته، أن مشكل الدول الحديثة، خصوصا المتقدمة منها، هو مع هجرة أو تنقل البشر فقط، إذ نرى تنقل السلاح والمال والمعلومة والأفكار بشكل عادي وسلس.