حفيظ لبلافريج: مغادرة الحياة السيّاسية لا يخصك وحدك


دعا محمّد حفيظ، عضو المكتب السيّاسي لحزب الاشتراكي الموحّد، رفيقه في الحزب النائب البرلماني عمر بلافريج إلى الاستمرار في الحياة السيّاسية، على اعتبار أن موقف “الانسحاب السيّاسي” لا يعني الشخص بمفرده، وإنما يعني أيضا الرفاق والناخبين وعموم المواطنين.

وكان عمر بلافريج قد أعلن في وقت سابق نيّته في عدم الترشح للانتخابات المقبلة، مشيرا إلى أنه يريد من خلال موقفه ترك الفرصة للآخرين وعدم التشويش عليهم. وهو ما اعتبره متتبعون احتجاجا ضمنيا على عدم اندماج مكونات الفيدرالية (الاشتراكي الموحد/الطليعة الديمقراطي الاشتراكي/المؤتمر الاتحادي) في حزب واحد قُبيل انتخابات 2021.

محمد حفيظ “الاتحادي” السّابق، والذي رفض مقعداً برلمانياً في تسعينيات القرن الماضي، بكون المقعد ليس من نصيبه، أشاد بالدور الذي لعبه بلافريج طيلة الولاية البرلمانية الحالية (2016-2021)، مبرزاً أنه غيّر الصورة النمطية حول النواب البرلمانيين، وكان وفياً لشعار: “معنا، مغرب آخر ممكن”.

وفيما أكد حفيظ، في رسالة مفتوحة عمّمها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، على أن لعمر بلافريج “كامل الحرية في أن يتخذ قرار عدم الترشح، وله الحق في أن يتخذ موقفا بمغادرة الحياة السياسية واعتزال العمل السياسي”، فإنه استدرك وقال مخاطبا رفيقه: “لكن مع ذلك، فإن هذا الموقف لا يخصك وحدك، وذلك القرار لا يعنيك وحدك”.

وتابع: “موقفك يخصنا ويعنينا جميعا؛ يخص ويعني رفيقاتِك ورفاقَك في الحزب الاشتراكي الموحد وفي فيدرالية اليسار الديمقراطي، بل يخص ويعني ناخباتك وناخبيك، وحتى غيرهم من المغاربة الذين بدأوا، من خلال أدائك البرلماني، يثقون في إرادتهم وآثارها على السياسة، ويقتنعون بأن هناك جدوى من المشاركة السياسية، من خلال مشاركتهم في الانتخابات وتصويتهم الذي بإمكانه أن يكون له أثر على عمل المؤسسات المنتخبة التي يجب أن تمثلهم هم لا غيرهم”.

وأضاف حفيظ “نعم رفيقي، لم ننجح إلى حد الساعة (وأشدد على عبارة “إلى حد الساعة”) في الالتزام بما تعهدنا به أمام أنفسنا وأمام الرأي العام الوطني، حين أعلنا أننا سنتقدم بعرض سياسي جديد، وتصورنا أنه سيكون جاهزا قبل موعد الانتخابات، وحددنا مدخله في اندماج مكونات فيدرالية اليسار الديمقراطي وفعاليات سياسية تسعى إلى إعادة بناء اليسار”.

- إشهار -

واعترف القيّادي بالاشتراكي الموحد، بأنه كان في كثير من الأحيان ينتابه شعورا بقرب انهيار مشروع الفيدرالية، وانتهائه إلى الموت.

وقال “نعم، نحن الآن في عام 2021، ولم يتم الاندماج بعد. نعم، ستدخل أحزاب الفيدرالية الانتخابات، وهي لم تندمج بعد”، واسترسل: “ولكن، ومع ذلك، فإن هذا المشروع لم يمت.
ففي الفيدرالية، داخل كل مكوناتها، وحتى خارج الفيدرالية، يوجد مقتنعات ومقتنعون بمشروعها السياسي وبالحاجة إلى حزب يساري ديمقراطي جديد”.

وزاد مخاطبا بلافريج “ولأنك واحد من هؤلاء، فلا بد أن يكون لك دور في تحقيق هذا المشروع. لقد نهضتَ بجزء منه خلال سنوات انتدابك أحسن نهوض، ولا أحتاج إلى استدلال على ما أقول. ومازال لك، كما لباقي المناضلات والمناضلين المؤمنين حقا بهذا المشروع، دور في تحقيقه على أرض الواقع”.

وأشار إلى أن المسؤولية عن عدم تحقيق المشروع يتحمله الجميع في الفيدرالية، مبرزا أنه بالإمكان تحويل هذه المسؤولية إلى نقطة قوة، تفرض على مناضلات ومناضلي الفيدرالية أن يواصلوا المسير جميعا، وأن يعملوا على تحقيق الانفتاح على الشباب، ومن خلاله على المستقبل.

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد