أحزاب مغربية: موقف قيس لا يعكس عمق العلاقات بين المغرب وتونس
استنكرت عدة أحزاب مغربية الموقف التونسي الأخير من قضية الوحدة الترابية، بعدما استقبل الرئيس قيس سعيد زعيم “الجبهة الانفصالية”، إبراهيم غالي، مبرزة أن هذا الموقف “لا يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين”.
وأوضح حزب الاستقلال، في تصريح لأمينه العام، نزار بركة، أن “تونس بلد مغاربي شقيق نتقاسم وإياه مشترك الأخوة والتاريخ، ومعركة الحرية والاستقلال ضد المستعمر، وحلم شعوب المنطقة التواقة إلى التكامل والاندماج وحدة المصير”.
وقال بركة: “لكن يبدو أن حكام تونس الجدد، وليس الشعب التونسي، قد انعرجوا عن نهجهم الودي الراسخ تجاه بلادنا، وتنكروا فجأة لما يجمع بين بلدينا من حسن جوار واحترام متبادل لشؤون كل بلد على حدة دون تدخل أو إقحام للنفس”.
من جهته، عبر حزب الحركة الشعبية عن استنكاره الشديد وإدانته لهذا الفعل الذي وصفه بـ”العدائي” الصادر عن الرئيس التونسي”والذي يضرب في الصميم علاقات الصداقة التاريخية التي ظلت تجمع المملكة المغربية وتونس الشقيقة”.
واعتبر الحزب أن الرئيس التونسي ”بهذه المغامرة الشنيعة حشر نفسه في زاوية خصوم المملكة المغربية التي لم تدخر يوما جهدا للدفاع عن مصالح الشعب التونسي وأمنه واستقراره”.
من جانبه قال نائب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة سمير كودار؛ إن ما قامت به الرئاسة التونسية لا يعكس عمق ومتانة العلاقات التاريخية التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية تونس.
وأضاف كودار أن “الاستقبال الذي خصصه رئيس تونس لقائد الانفصاليين هو فعل غير مسبوق، يؤكد بوضوح النهج الذي اختارته تونس، والمبني على مضاعفة المواقف السلبية المستهدفة للمغرب ومصالحه العليا”.
ودعم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قرار الحكومة المغربية باستدعاء سفير المملكة بتونس والانسحاب من قمة (التيكاد)، وأدان ما أسماه بالتصرف العدائي لرئيس دولة تونس.
وقرر المغرب، أمس الجمعة 26 غشت الجاري، عدم المشاركة في القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي (تيكاد)، التي تنعقد بتونس يومي 27 و28 غشت الجاري، والاستدعاء الفوري لسفير المغرب بتونس للتشاور، على خلفية استقبال الرئيس التونسي قيس سعيّد لزعيم “البوليساريو” ابراهيم غالي.
وأبرزت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في بلاغ لها، أنه “بعد أن ضاعفت تونس مؤخرا من المواقف والتصرفات السلبية تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا، جاء موقفها في إطار منتدى التعاون الياباني الإفريقي (تيكاد) ليؤكد بشكل صارخ هذا التوجه العدائي”.
وأضاف المصدر ذاته أن تونس قررت، ضدا على رأي اليابان، وفي انتهاك لعملية الإعداد والقواعد المعمول بها، بشكل أحادي الجانب، دعوة الكيان الانفصالي، مبرزا أن الاستقبال الذي خصصه رئيس الدولة التونسية لزعيم الميليشيا الانفصالية يعد عملا خطيرا وغير مسبوق، يسيء بشكل عميق إلى مشاعر الشعب المغربي، وقواه الحية.