منظمة الصحة العالمية بين كورونا وجدري القرود
أبرز المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أن الحالات المبلغ عنها والوفيات الناجمة عن جائحة كـوفيد-19 تستمر في الانخفاض على مستوى العالم.
ونبّه غيبرييسوس، في مؤتمر صحافي، يوم أمس، إلى ضرورة تفسير هذا الانخفاض “بحذر لأن العديد من البلدان، خفّضت عدد الاختبارات التي تجريها، مما يقلل من عدد الحالات التي يتم العثور عليها”.
ولفت تيدروس الانتباه، إلى وجود اتجاهات مقلقة في عدة مناطق، إذ تتزايد الحالات والوفيات المبلغ عنها في الأميركيتين، بينما يرتفع عدد الوفيات أيضا في منطقة غرب المحيط الهادئ وفي أفريقيا. ودعا جميع البلدان، إلى تطعيم جميع العاملين الصحيين، وكبار السن، وغيرهم من الفئات الأكثر عرضة للخطر.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية، عقدت مؤتمرا في جنيف، يوم أمس الأربعاء 1 يونيو الجاري، تناولت خلاله أحدث المستجدات المتعلقة باستمرار انخفاض الحالات المبلغ عنها والوفيات الناجمة عن كوفيد-19، والظهور المفاجئ لجدري القدرة في عدد من البلدان، إضافة إلى الوضع الصحي في أوكرانيا وإثيوبيا وغيرهما من المناطق.
جدري القرود
وفي سياق متصل، وفي علاقة بجدري القرود، الذي ظهر بشكل مفاجئ في عدد من البلدان، قال تيدروس: “حتى الآن، تم الإبلاغ عن معظم الحالات بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، حيث تظهر عليهم الأعراض في عيادات الصحة الجنسية.”
وشدد تيدروس على أهمية العمل لمحاربة وصمة العار، وقال: “هذا ليس إجحافا فحسب، بل يمكن أيضا أن يحول دون التماس الأفراد المساعدة، مما يجعل وقف انتقال العدوى صعبا.”
وتحث منظمة الصحة العالمية البلدان المتضررة على توسيع نطاق الرصد للعثور على الحالات في المجتمع الأوسع.
وأكد تيدروس أن الوضع يتطور، ومن المتوقع استمرار العثور على المزيد من الحالات، لكن يشار إلى أنه بشكل عام تختفي أعراض جدري القردة من تلقاء نفسها، إلا أنه يمكن أن تكون شديدة في بعض الحالات.
من جانبه، قال د. مايك راين، رئيس برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية: “هناك الآلاف من حالات جدري القردة كل عام في أفريقيا، وهناك وفيات تحدث كل عام، لكن شواغلنا الآن حقيقية، لدينا شواغ،ل لأن المرض بدأ ينتشر في أوروبا. لم أسمع نفس الشواغل على مدار الأعوام الخمسة والعشرة الماضية.”
وأضاف أن هذا الدرس يجب تعلّمه، وستواصل تلك الأمراض في الظهور وتشكل ضغطا، وتابع يقول: “السؤال هو هل نحن في موقف يمكّننا من الاستجابة الجماعية؟ هل نحن في موقف يمكّننا من تقاسم الموارد كي نوقف التفشي القادم لتلك الأمراض عبر مجتمعاتنا؟”.