إلى السيد رئيس الحكومة
يتابع الشعب المغربي، بأسف وبانشغال كبير، ما يحدث لبعثة المنتخب المغربي من مضايقـ.ـات واستفزازات، بدأت ارهاصاتها الأولى مع وصول البعثة إلى مطار كنشاسا، وتوالت في السـ.ـاعات الأخيرة بمناسبة إجراء أول مران لعناصر المنتخب بملعب الشهداء الـ.ـذي سيحتضن لقاء الجمعة، في إطار مباراة السد النهائية، المؤهلة لنهائيات كأس العالم بقطر.
لقد حولت السلطات الحكومية الكونغولية مباراة كرة قدم عادية، إلى لحظة لتعبئة الجمـ.ـاهير، وهي التعبئة التي خرجت عن قواعد التنافس الشريف واحترام الضيوف والتقيد باللوائح الصادرة سواء عـ.ـن الكاف أو الفيفا، لدرجة أنها امتنعت عن توفير حد أدنى للحماية سواء لدى وصول البعثة أو في تنقلها أو لحظة إجرائها للتدريب المبرمج، والذي كـ.ـان من المتوقع أن يكون في غياب كلي للجماهير عن الملعب ومحيطه.
إن هذه الاستفزازات، وصلت إلى حد جعل حياة اللاعبين والطاقم المرافق لهم في خطر، وستزداد الوضعية سـ.ـوءا بسبب توافد الجماهير المغربية، والتي تقدر التوقعات أنها ستتجاوز الألفين، وهـ.ـو ما يتطلب تدخلا عاجلا، من طرفكم السيد رئيس الحكومة، لتوفير الحماية والأمن اللازمين لبعثة المنتخب، وللجماهير التـ.ـي ستتنقل إلى عاصمة الكونغو كنشاسا.
إن ما يحدث في الكونغو، لم يكن بالإمكان أن يقع لولا تواطؤ السلطات التي التزمت حيادا سلبيا، وشجع الجمـ.ـاهير على التهجم على اللاعبين، والتواجد بقلب الملعب، وهو ما يـُسيء إلـ.ـى أخلاقيات اللعب النظيف واحترام الخصم، فضلا عن واجب الضيافة، وفي النهاية يقدم صورة سلبية عن قارتنا في موعد هام يحظى بمتابعة واهتمام إعلاميين خاصين.
هذه المعطيات، تتطلب السيد الرئيس موقفا حازما عبر مطالبة السلـطات الكونغولية بتقديم توضيحات في الموضوع، ومبررات تقاعسها عن حماية بعثة تزور البلاد في إطار موعد رسمي، ولإجراء مقابلة رياضية، وليس لشيء آخر، وإذا كانت بلادنا تترفع عن مثل هذه السلوكيات، ولا يسمح لها ماضيها كما حاضرها عن الإتيان بمثلها، ولو من باب رد الفعل والمعاملة بالمثل، فإنها مع ذلك مدعوة للعمل على حماية ممثليها والمدافعين عن رايتها وصورتها.
إن تدخلا للاحتجاج، من جانبكم، السيد رئيس الحكومة، من شأنه أن يرد الأمور إلى نصابها، ويحد من درجة التوتر الناتجة عن شحن إعلامي ورسمي تعرضت له الجماهير الكونغولية، لكي يعي الجميع في النهاية أن الأمر يتعلق بلعبة كرة القدم مبنية على الاحترام، والتقدير، والأخلاق، وليس على التهييج والاعتداء والسب.. وغيرها من السلوكيات المسيئة؛
إن حماية لا عبينا، ومرافقيهم تشغل اهتمامنا في اللحظة والآن، ولم نعد مهتمين بمباراة أراد الآخر تحويلها إلى حرب لمجرد أن الملعب الذي سيحتضنها يطلق عليه اسم “ملعب الشهداء”…
* النائبة البرلمانية الدكتورة حنان أتركين – مشجعة المنتخب الوطني المغربي