سوسيولوجي يُفسّر أسباب الفوضى بـ”سوق القنيطرة”
بديل.أنفو
أعادت حالة الفوضى التي وقعت بالسوق الأسبوعي “حد أولاد جلول” بأحواز القنيطرة، إلى أذهان المغاربة ما وقع قبل سنة بأحد أسواق الماشية بمدينة الدار البيضاء، حيث عمد عدد من الأشخاص، آنذاك، إلى استعمال العنف والقوة لسرقة ونهب رؤوس الأغنام من الفلاحين الذين كانوا يعرضونها بمناسبة عيد الأضحى.
وحسب شهود عيان فإن ما وقع بسوق “حد أولاد جلول”، كان سببه بالدرجة الأولى شجع وطمع ومضاربة أحد تُجار الجملة في سعر أحد أنواع الخضر؛ إذ رفع ثمنه بطريقة مضاعفة، الشيء الذي أدى إلى غضب واستنكار عدد من المستهلكين، وهو ما استغله بعض “مترصدي” مثل هذه “الحوادث”، ليحوله إلى عنف وسرقة بالقوة.
ومن أجل تحليل هذه الظاهرة سوسيولوجيا ومعرفة أسبابها، يرى على الشعباني الباحث في علم الاجتماع أن رفع سعر نوع من الخضر من طرف التاجر كان سببا في هذه الفوضى، ولكن “هناك سبب آخر، هو الجمهرة أو التجمهر، إذ يكفي أن يُشعل أحدهم فتيل الفوضى، حتى يتبعه الآخرون”.
وأضاف الشعباني في تصريح لموقع “بديل أنفو”، أن التاجر الذي رفع بطريقة مفاجئة من سعر نوع من الخضر، ساهم بشكل أو بآخر في إحداث هذه الفوضى”، مردفا أنه “ربما بدأت المسالة بمشاجرة ثنائية، فانتقلت إلى الآخرين الذين شاركوا فيها، وهذا هو مفعول الجمهرة والتجمهر”.
وأوضح الشعباني أن ما وقع الأمس لا علاقة له بالوعي أو التمدرس، مشيرا إلى أن مثل هذه السلوكيات قد تحدث بشكل تلقائي وعفوي “إذ أن الناس، قد يتضامنون مع بعضهم في التجمهرات العشوائية”، مبرزا أن المسألة تكون عامة ومتداخلة بين ” الواعي والعارف وغيره من الناس، ومن هو مدرك للعواقب وغير المدرك لها”.
وجدير بالذكر أن السوق الأسبوعي “احد أولاد جلول” بأحواز القنيطرة كان قد عرف أمس الأحد بعض الانحرافات وصلت إلى حد العنف، وكان سببها تصرفات انتهازية ومضاربات غير عادية في أسعار بعض المواد والمنتوجات الاستهلاكية من قبل عدد من تجار الجملة والتقسيط من جهة والمستهلكين من جهة أخرى.