الجامعي والمعتصم يتحدثان عن الإرهاب بين التضخيم والتضليل
اعتبر بوبكر الجامعي، أستاذ العلاقات الدولية حالياً، أن النُّخب الفرنسية أخفقت في تحديد معنى الإسلام في البلد، وعلاقته بالعنف أو الإرهاب، مستشهداً بتصريحات “جيرالد درمانان”، وزير الداخلية الفرنسي، التي حاولت في وقتٍ سابق الربط بين العنف وبين تناول المنتجات الغذائية “الحلال”.
وقال الجامعي، في ندوةٍ رقمية مساء يوم أمس السبت الـ7 نونبر الجاري، إنه يتفهم خطاب السياسيين، لكن، بالاعتماد على الأرقام، يرى أن هناك تضخيم للمسألة، ويتم الحديث عن حدث معزول بشع وغير مقبول، كأنه ظاهرة، متسائلاً عن وقع أو حجم تأثير اغتيال “باتي” مع عمليات اغتيال أخرى.
وأشار خلال مشاركته بالندوة المنظمة من حزب الاشتراكي الموحد، فرع فرنسا، (أشار) إلى أن احتمال ظهور مثل هذه العمليات بين الحين والحين، احتمال كبير جدا، لأنها عمليات لا تتطلب سوى الإرادة ووسائل بسيطة.
ويرى الجامعي أن العودة إلى النصوص القرآنية كلما ظهر حدث مثل هذا، غير مستساغ، لأن في ذلك نعت أو اتهام لجالية مسلمة كبيرة بالإرهاب، مع العلم أن المنفذين لهاته العمليات أشخاص عاديين، ولاينتمون لجيش أو منظمة.
مفهوم “الإرهاب” مضلل
ومن جانبه، يرى مصطفى المعتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري (غير معترف به رسمياً)، أن مفهوم “الإرهاب” غير واضح، ويجب أن نُحدد معناه.
وقال المعتصم إنه شاهد أُناسا أمام مكتب لفرز الأصوات الانتخابية بولاية بنسيلفانيا الأمريكية مدججين بالأسلحة، مضيفاً تخيّلوا لو أن الواقعة كانت في دولة عربية أو إسلامية، ماذا كان سيُسمى؟
وتابع في مداخلته بالندوة المعنونة بـ”الإرهاب:جذوره وسبل القضاء عليه”: رأينا جريمة ارتكبت في “نيوزيلاندا” بدوافع دينية، لكنهم تحدثوا على أنها ارتكبت من أحمق متطرف.. وأيضا رأينا جريمة “كندا” التي ذهب ضحيتها حوالي 22 شاب وشابة، وتحدثوا أنها ارتكبت من شاب يميني مسيحي متطرف..
ويرى أنه يجب تحديد المفهوم، لنعرف ما إن كان مرتبط فقط بالدين الإسلامي. واسترسل السياسي المغربي قائلا إن الإرهاب ليس وليد اليوم، مشيراً إلى أن الجيش الملكي البريطاني كان قد اتهم به الثوار في أمريكا الذين كانوا يناضلون لاستقلال بلدهم (القرن 18). وأيضا النازيون اتهموا المقاومين الفرنسيين بالإرهاب. وكذلك الفرنسيون اتهموا المقامين الجزائرين بالإرهاب…
وشدّد على ضرورة الوقوف عند هذه المسألة وتصحيحها، قائلا: يجب أن نقول لأصدقائنا الفرنسيين الإنسانيين، وليس العنصريين الاستعماريين منهم، إن النقاش الدائر حالياً نقاش خاطئ، ولا بد من تعميقه، لأجل حل المشكل.
وقال إنه كسياسي يفهم الأحداث في سياقها، معتبرا أن تصريح “ماكرون” حول الإسلام في بداية أكتوبر، جاء ليغطي به على اخفقاته السياسية الداخلية، لأن ذلك يهيّج أو يشجع اليمين المتطرف ليسانده.. بمعنى، وحسب المعتصم، ماكرون هاجم على دين أمة من البشر، بهدف انتخابي سياسي.