ما هي خلفيات استقبال العثماني للدرويش؟؟!!


جرت العادة في جميع دول العالم أن يسود التناغم والانسجام بين رئيس الحكومة وجميع وزرائه، لاسيما إذا تعلق الأمر بوزارة أساسية ومهمة في حجم وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي. فما مؤشرات العلاقة بين رئيس حكومتنا ووزيره في التربية الوطنية؟؟

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    دأب السيد رئيس الحكومة المغربية الأستاذ سعد الدين العثماني، على غرار سلفه وأخيه عبد الإله بنكيران، على ممارسة الخطاب المزدوج، وهو ما يتجلى بوضوح من خلال مواقفه المتأرجحة بين ظاهر “الموالاة” وباطن “المعارضة”، على الرغم من كونه رئيسا للحكومة. ما لا يدركه السيد رئيس الحكومة أن تكتيكه أصبح واضحا للعيان ولم يعد يحتاج إلى برهان، وها هي مقولة “قلوبنا مع علي وسيوفنا مع معاوية” تنطبق على السيد العثماني المعارض والمؤيد لنفسه وحكومته في آن واحد.

    سياق هذا الكلام، استقبال السيد رئيس الحكومة -ومستشاره الصمدي الذي أصرّ بنكيران على إبقائه في مربع الوزارة الأولى رغم إعفائه- لمحمد الدرويش وجماعته المعروف بكونه من أشد خصوم حد التحامل على الوزير سعيد أمزازي، خصوصا بعد فشله في الفوز برئاسة جامعة مولاي سليمان.

    استقبال رئيس الحكومة ومستشاره الصمدي  للسيد الدرويش يشكل مفارقة عجيبة في تاريخ المشهد السياسي المغربي المعاصر، وما أثار استغراب كل المتابعين لشأن منظومة التربية والتكوين هو كون العثماني اختار الطريق الخطأ من أجل تصفية حسابات مع وزيره في التربية الوطنية، الوزير الذي ربما ينزعج منه السيد العثماني خاصة أنه استطاع بشهادة كل المهتمين بقطاع التعليم  أن يكبح نفوذ القناديل، الذين هيمنوا على مفاصل وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في عهد السيد لحسن الداودي، هذا الأخير،  الذي مكّن إخوانه في الحزب من مناصب مهمة  في وزارة التعليم العالي سابقا.

    المراقبون يتساءلون حول خلفية استقبال رئيس الحكومة لصاحب “المرصد” بحضور مستشاره السيد خالد الصمدي، والذي نشر صورا في حسابه منتشيا في تغريدة بهذا الانتصار العظيم، وكأن لسان حاله يقول “ها أنا أصفي معك الحساب يا أمزازي وأنا استقبل محمد الدرويش في رحاب الوزارة الأولى رغما عنك”.

    تساؤل آخر يطفو الى السطح، هل قادة البيجيدي ومنهم السيد سعد الدين العثماني يمتلكون المؤهلات النفسية لكي يصبحوا رجال دولة منسجمين مع الخط الرسمي للدولة أم أن جينات المعارضة والحنين إلى العهد القديم لازالت حاضرة في المنطقة الرمادية للقنديل الأول ومعه باقي المسؤولين داخل حزب المصباح؟

    - إشهار -

    لا بد أن نشير إلى أن المناضلين الذين تدرجوا داخل الحزب ممن يشهد لهم بالكفاءة والالتزام قد غضبوا وغادروا سفينة البيجيدي فهم يطرحون بمرارة هذا السؤال: ما سرّ في اختيار جيل ثالث من البيجيدين في موقع المسؤولية من قبيل السيد الصمدي لسنوات، في مقابل تهميش خيرة المناضلين المؤسسين للحزب قضوا زهرة عمرهم في التأسيس والبناء؟

    في الجانب الآخر، يردد حال لسان بعض الاتحاديين الأقحاح وبكل تحسّر معلقا على صورة السيد محمد الدرويش مع السيد العثماني:

    “تبّا لزمن الرداءة والانحدار، تبّا للمسخ الإيديولوجي ورحم الله الشهيد عمر بنجلون الذي اغتالته “خفافيش الظلام”

    إن المروءة تقتضي أن يختار السيد رئيس الحكومة بين التموقع في صف رجالات الدولة والانسجام مع فريقه الوزاري، أو أن يختار الاصطفاف إلى الضفة الأخرى. وهنا نهمس في أذن السيد سعد الدين:

    “ما هكذا تصفى الحسابات يا رئيس الحكومة، الكبير لا يسقط في مثل هذه الهفوات القاتلة!!”.

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد