ضعف تواصل وزارة الصحة يقلق المغاربة من “بوحمرون”
رغم ارتفاع عدد حالات الإصابة بداء الحصبة، المعروف بـ”بوحمرون”، خلال الأسابيع الأخيرة في عدد من مناطق المغرب، ورغم القلق الذي عبّر عليه المواطنون والخبراء على حد سواء، تتوالى الأخبار عن تسجيل حالات جديدة في مختلف المناطق، يبقى الغموض سيد الموقف، وسط غياب معلومات دقيقة حول مدى انتشار المرض وخطط الوزارة للتعامل معه.
وضمن تصريح إعلامي سابق أفاد مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، محمد اليوبي، أن “الوضعية الحالية لانتشار داء “بوحمرون” لدى المغاربة يمكن أن نطلق عليها وباء، وهي وضعية غير عادية منذ شتنبر 2023″.
وتم تسجيل 25 ألف حالة إصابة بـ”بوحمرون” منذ ذلك التاريخ، علما ان المغرب كان يسجل ثلاث إلى أربع حالات سنويا.
وقال اليوبي، لقد تم تسجيل وفاة 120 شخصا نتيجة إصابتهم بالمرض، ينتمون لكل الفئات العمرية، وأغلبهم أطفال يبلغون 5 سنوات أو اقل.
وبحسب مصادر غير رسمية، شهدت بعض المناطق في المغرب، خصوصًا مناطق العالم القروي، ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الإصابات بداء الحصبة، وهو مرض فيروسي معدٍ يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لدى الأطفال والبالغين غير المطعمين.
وعلى الرغم من أهمية التواصل المبكر لتوعية المواطنين حول أعراض المرض، طرق الوقاية، وأهمية التلقيح، إلا أن وزارة الصحة لم تصدر حتى الآن بلاغات شافية وواضحة أو بيانات شاملة حول الوضع الوبائي.
وأثار ضعف التواصل الرسمي انتقادات واسعة من قبل المواطنين والخبراء، الذين وصفوا الوضع بأنه “خطير وغير مبرر”.
وعلى الرغم من أن المغرب سبق أن حقق إنجازات ملحوظة في مجال محاربة الأمراض المعدية، بفضل برامج التلقيح الوطنية، إلا أن التحديات التي ظهرت مؤخرًا كشفت عن فجوات واضحة في استراتيجيات الوزارة للتعامل مع حالات طارئة. غياب-او قلة- حملات إعلامية واضحة على القنوات التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي ترك المواطنين في حالة تخبط، معتمدين على مصادر غير رسمية للحصول على المعلومات.
وفي ظل هذا الوضع، يطالب العديد من المواطنين والخبراء الوزارة بإطلاق خطة استباقية عاجلة، تشملح توفير إحصائيات دقيقة ومحدثة حول انتشار المرض، تعزيز برامج التوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة لتوضيح طرق الوقاية وتشجيع التلقيح، وإطلاق حملات تلقيح مكثفة تستهدف المناطق الأكثر تضررًا.
ومعلوم انه في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تفشي “بوحمرون” على نطاق واسع، يظل التواصل الفعال أداة حاسمة للحد من انتشار المرض وطمأنة المواطنين. ووزارة الصحة اليوم أمام اختبار جديد لإثبات جاهزيتها في التعامل مع مثل هذه الأزمات.