في غياب المنتخبين.. مبادرة كبرى لتنقية واد بهت بسيدي سليمان (صور)
عاشت مدينة سيدي سليمان، صباح اليوم، السبت 16 نونبر الجاري، حدثا استثنائيا بكل المقاييس، تفاعل معه قطاع واسع من الشارع المحلي بإيجابية، بعد ان أطلقت السلطات الترابية، ممثلة في شخص باشا المدينة، مبادرة لتنظيف “واد بهت” من القاذورات المتراكمة فيه منذ سنوات.
ويعتبر “واد بهت” الذي يقسم المدينة إلى نصفين نقطة سوداء، حيث تحول مع مرور الوقت وسنوات الإهمال إلى نقطة بيئية سوداء تنبعث منها “النسائم” الكريهة، وتغرق في أكوام الأزبال المنتصبة بـ”شموخ”، سواء المنزلية او الطبية أو الصناعية.
وجدير بالذكر أن مدينة سيدي سليمان كانت تعرف خلال عهد الحماية الفرنسية باسم “باريس الصغيرة”، لما كانت تعرف به آنذاك من طبيعة خلابة ومجال جذاب شديد الاخضرار، حولها في زمن قياسي إلى مجال منتج بمردودية كبرى، وزاد من جماليتها “واد بهت” الذي يخترقها قادما من جبال الاطلس المتوسط.
وفي حدود العاشرة صباحا اجتمع المئات من المواطنين، أغلبهم ينتمون للمجتمع المدني المحلي، ورجال ونساء السلطة الترابية وبعض الموظفين، مدعومين بآليات ثقيلة، شاحنات وجرافات، قبل ان يعطي عامل الإقليم الجديد انطلاقة الورش المقرر أن يمتد طيلة اليوم.
وخلافا لما كان متوقعا، شهد الحدث غيابا لافتا للمنتخبين، سواء من المجلس الجماعي للمدينة او المجلس الإقليمي، الأمر الذي قوبل بتعليقات ساخرة من طرف البعض من قبيل؛ “كنا نطالب بالديمقراطية لكننا اليوم لم نجد سوى المعّين.. لقد انقلب الحال إلى منتخب غائب ومعين في أرض الميدان، متفاعل مع نبض الشارع”.
وكان حضور الشركة المكلفة بالنظافة لافتا، من خلال عدد كبير من المنتسبين إليها بلباسهم الرسمي. كما شاركت في الورش جمعيات المجتمع المدني، والتي قام بعضها بتوفير معدات لوجستيكية مهمة، وحضر بأعداد محترمة جدا.
وشارك في هذا الورش بشكل ملحوظ ايضا عمال الإنعاش التابعين لجماعة سيدي سليمان ومنتسبي المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، والهلال الأحمر المغربي الذي وفر وسائل النظافة والوقاية للمشاركين.
ويشتكي سكان المدينة وخصوصا الأحياء المجاورة للواد، بشكل مستمر، من انبعاث الروائح الكريهة. بعد ان تحول “بهت” من شريان للحياة بالمدينة إلى مصدر للإزعاج، بعد أن قل ماؤه، بسبب توالي سنوات الجفاف والاستخدام الغير المُعقلن لموارده، وارتفعت قاذوراته.