جون أفريك ترصد مواقف ترامب من المغرب والجزائر


تحت عنوان: “الجزائر والمغرب وتونس: ماذا سيفعل دونالد ترامب؟”، قالت مجلة “جون أفريك” الفرنسية، إنه بين الصداقة المغربية والتشكيك الجزائري واللامبالاة التونسية، لا توجد في الوقت الحالي سوى إشارات قليلة تشير إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستغير موقفها بشكل جذري.

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    المجلة الفرنسية أشارت إلى أن الصدف شاءت أن يتزامن فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، مع الذكرى 49 للمسيرة الخضراء التي خرج خلالها 350 ألف مغربي لتحرير الصحراء من الوجود الإسباني، استجابة لنداء الملك الراحل الحسن الثاني.

    كما أشارت “جون أفريك” إلى أنه في 20 من ديسمبر 2020، تحت رئاسة ترامب نفسه، اعترفت الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء. وينطوي هذا الاعتراف بشكل خاص على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمغرب، في إطار اتفاقيات أبراهام التي وقّعتها الإمارات والبحرين قبل ذلك. في الوقت نفسه، توجه سفير الولايات المتحدة في الرباط، إلى مدينة الداخلة، المركز الاستراتيجي الجديد للمملكة الواقع على الساحل الأطلسي للصحراء، من أجل إطلاق عملية الافتتاح الرسمي للقنصلية.

    لكن وصول الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض، أدى إلى تجميد هذا المشروع، حتى لو لم تتراجع إدارته قط عن قرار ترامب الذي كان له تأثير الدومينو، حيث سمح بدعم أكبر من العديد من الدول الأوروبية لصالح خطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء، بما في ذلك ألمانيا وإسبانيا ومؤخراً فرنسا.

    واعتبرت “جون أفريك” أنه لهذا السبب، فإن الدولة وجزء من الرأي العام في المغرب، يؤيدون عودة ترامب الذي تعتبره وسائل الإعلام المغربية “حليفا رئيسيا”، إلى البيت الأبيض. ففي الواقع، يتعلق الأمر في الغالب بالبراغماتية. وقد بعث العاهل المغربي الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى دونالد ترامب في نفس يوم انتخابه، ذكَّر فيها بالاعتراف الأمريكي بالسيادية المغربية على الصحراء، ووصفه بأنه “عمل لا ينسى وسيظل الشعب المغربي ممتنا له إلى الأبد”.

    ووفقا له، فإن البلدين “يوحدهما تحالف تاريخي وشراكة استراتيجية صمدت أمام اختبار الزمن”. وهذه العلاقة هي “قوة دافعة في خدمة السلام والأمن والازدهار في الشرق الأوسط وأفريقيا”.

    وفي سياق التحديات الإقليمية والعالمية المتزايدة، وعد الملك محمد السادس بأن المغرب “سيكون، أكثر من أي وقت مضى، صديقا حقيقيا وحليفا مخلصا للولايات المتحدة”. وربما تعول المملكة على الافتتاح الفعلي للقنصلية الأمريكية في الداخلة، فضلا عن دفعة جديدة من دونالد ترامب لتوضيح هذه النقطة فيما يتعلق بقضية الصحراء على نطاق دولي، تقول “جون أفريك”.

    أما بالنسبة للرئيس المحافظ، المصمم بشكل مسبق على “فرض السلام في الشرق الأوسط”، فرجّحت “جون أفريك” أن يُعيد إطلاق اتفاقيات أبراهام مع الاعتماد على المملكة لإقناع الدول العربية الأخرى. لكن، وفقاً للعديد من المراقبين، فإن فوز ترامب هو أيضاً (إلى حدٍ ما) فوز بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي. ولم يقل ترامب، الداعم الكبير لـ“بيبي” و“أسوأ كابوس” لإيران، كلمة رحيمة أبدا تجاه الشعب الفلسطيني. فإذا كان سيدعم كل جرائم الحرب التي ترتكبها الدولة العبرية في غزة وأماكن أخرى، فإن هذا من شأنه أن يقوض التوازن الذي تقوم به الدبلوماسية المغربية بشأن الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، وفق “جون أفريك”

    وأخيرا، أصبح المغرب وجهة استراتيجية للمصنعين الصينيين، خاصة في مجال السيارات الكهربائية، تُشير “جون أفريك”، قائلة إن دونالد ترامب، الحليف المؤيد المعلن لحرب اقتصادية شاملة ضد بكين، من المستبعد أن يرى ذلك بشكل إيجابي للغاية.

    مع الجزائر.. نقاط الالتقاء قليلة أو معدومة

    - إشهار -

    مضت “جون أفريك” مشيرة إلى أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، هنأ بدوره نظيره الأمريكي المنتخب، في رسالة أقل حماسة بكثير من تلك التي وجهتها جارته الغربية، حيث توجه إليه بشكل خاص “بالتمنيات بالصحة والسعادة في إنجاز مهامه السامية”. ففي الواقع، تقتصر العلاقات بين الجزائر وواشنطن على التعاون الأمني وحده. وخلال فترة ولاية ترامب الأولى، لم يكلف أي مسؤول أمريكي كبير نفسه عناء القيام بزيارة واحدة إلى الجزائر.

    ومن المرجح بقوة أن الرئيس الأمريكي سيفضل الرباط خلال فترة ولايته الثانية، تقول “جون أفريك”، خاصة وأن السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، هو أحد الشخصيات الثلاثة التي يمكن أن تتولى حقيبة وزارة الخارجية. فهذا الأخير، سبق وأن وضع الجزائر نصب عينيه بالفعل في عام 2022، حين طلب من إدارة جو بايدن فرض عقوبات على الجزائر، التي تعتبر رابع أكبر زبون للأسلحة الروسية في العالم، بسبب دعمها لموسكو في حربها ضد أوكرانيا. فالهمس البسيط باسمه يبعث قشعريرة في العمود الفقري للجزائر، على حد قول المجلة الفرنسية.

    بالإضافة إلى ذلك، فإن نقاط الالتقاء بين الولايات المتحدة والجزائر قليلة أو معدومة. فالجزائر لن تنضم أبدا، لا عن قرب ولا عن بعد، إلى اتفاقيات أبراهام، ولن تقبل أدنى تحرك بشأن قضية الصحراء المغربية، وفق “جون أفريك” دائما.

    لكن الجزائر تعتني بصورتها، إذ عهدت مرة أخرى بالدفاع عن مصالحها لدى النخب الأمريكية إلى شركة مجموعة BGR، المعروفة بقربها من الجمهوريين وإسرائيل. ويصل مبلغ العقد إلى 720 ألف دولار سنويا، تُشير “جون أفريك”، قائلة في الوقت نفسه، إنها لا تعتقد أن ذلك سيكون كافياً لإثارة عاطفة متبادلة مفاجئة بين السلطات الأمريكية والجزائرية.

    مع تونس لامبالاة متبادلة

    أما بالنسبة لتونس، فأشارت “جون أفريك” إلى أن رئيسها قيس سعيد، لم يقدم حتى لحظة كتابة المقال، تهنئته للرئيس الأمريكي الجديد. وعلى المستوى البروتوكولي، أمام الجمهورية التونسية مهلة حتى يوم تنصيب دونالد ترامب، المقرر في 20 يناير المقبل، للقيام بذلك.

    وقالت “جون أفريك” إن البلدين يشتركان في اللامبالاة المتبادلة. فمثل الجزائر، تحافظ تونس على تعاون أمني بحت مع الولايات المتحدة (حتى لو اشترى الأمريكيون زيت الزيتون من التونسيين). أما بالنسبة للبقية، فإن قيس سعيد يميل إلى إبقاء الغرب -سواء بلدان أو مؤسسات مثل صندوق النقد الدولي أو وكالات التصنيف- على مسافة ويتهمه بـ“التدخل”.

    لقد تخلى السفراء والدبلوماسيون والمستشارون الأمريكيون عن إلقاء المحاضرات على التونسيين حول حقوق الإنسان. أما ترامب، صاحب المعرفة الضعيفة بالقارة الأفريقية وقليل الاهتمام بها، فهو لا يدرج تونس في محاولته لإحلال السلام بالشرق الأوسط. وحتى لو اضطرت إلى ذلك، فإن الجمهورية التونسية ستتمسك بمواقفها المتمثلة في عدم الاعتراف بدولة إسرائيل، تقول “جون أفريك”.

    المصدر: القدس العربي.

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد