أوزين: كنا ننتظر تعديلا حكوميا جوهريا
شهد المغرب، الأربعاء، تعديلا وزاريا موسعا رفع عدد وزراء الحكومة من 24 إلى 30 وزيرا، إضافة إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش. وشمل هذا التعديل دخول 14 وزيرا جديدا، وخروج 8 وزراء، وحفاظ 16 وزيرا على مناصبهم، بينهم وزراء من التكنوقراط الـ6.
وتعليقا على التعديل الحكومي الذي انتظره الوسط السياسي بفارغ الصبر، قال الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين: “نحن في الحزب كان طموحها أكبر من تعديل تقني في تركيبة الحكومة”، مشددا على ان “التعديل الذي إنتظرناه ولانزال هو تعديل جوهري في البرنامج الحكومي الذي اثبتت تحديات السياق وتطلعات المواطنين والمواطنات، وصوت أنينهم تحت وطأة الغلاء وشح الماء، أنه شارد وخارج ‘فار’ الأفق الاستراتيجي الذي اسست له بلادنا برؤية حكيمة لعاهل البلاد”.
وذكر أوزين، ضمن تصريح لموقع “بديل” أن “برنامج الحكومة عجز بعد ثلاث سنوات من التمرين والإرتباك الحكومي على ترجمة السياسات العامة للدولة إلى سياسات عمومية قطاعية ناجعة ومؤثرة”.
وشدد الوزير السابق على ان “التعديل كما تراه الحركة الشعبية هو تعديل يعيد للحكومة عمقها السياسي المفقود منذ ولادتها”، وقال: “الحال أن التركيبة الجديدة، مع بعض الاستثناءات المحدودة جدا، لازالت مستسلمة لخيار البحث عن حلول تقنوقراطية لقضايا وملفات ذات حساسية سياسية واجتماعية معقدة خاصة ونحن مقبلون على اخر قانون مالي في العمر السياسي للحكومة والذي جاء بدوره بدون أجوبة عن اشكاليات عميقة نظير الإجهاد المائي ورد فعل حكومي اتجاه الفرار والرحيل الجماعي للشباب”.
وأضاف أوزين، “عناوين التعديل الذي كنا ننتظره من أحزاب الحكومة هو تعديل في قراراتها لتخفف لهيب الأسعار في المحروقات واللحوم الحمراء منها والبيضاء ومختلف المواد الغذائية والخضر، في ظل حكومة تتقن التبرير وتتفادى التقرير”.
ويرى أوزين أن “تركيبة الحكومة في النسخة الثانية تحمل كل المؤشرات على أنها ستظل رهينة شروط ميلادها، حكومة تصنع الاحتقان وتعالج الأزمات وتقاوم الظرفيات بالعناد والمرهمات وافتعال الاصطدام مع باقي المؤسسات والهيئات والفئات! حكومة يغلب عليه منطق الاطفائي بدل الخيار الاستباقي. دون حلول مستدامة للحماية والتنمية الاجتماعية المستدامة”.
وتابع، ” وبعيدا عن التشخيص، الذي لم يكن يوما سلوكا حركيا، فنحن بعد التعديل المنتظر والذي اراده المغاربة حدثا سياسيا ورجة تحول وصدمة يقظة سياسية للحكومة، فقد فوجئنا جميعا بتضخيم عدد الحكومة من 24 وزير إلى 30 وزير انتصارا لحساب الترضيات على حساب الميزانيات!! “.
وزاد، “فوجئنا كذلك بالوفاء لنفس الهندسة الحكومية دون أدنى تغيير ماعدا تمطيط في نفس القطاعات وداخلها لتدبير الطموحات الشخصية والحسابات الحزبية الضيقة، فالرياضة لازالت مجرد مديرية قطاعية في دهاليز وزارة التربية الوطنية رغم الرهانات والاستخقاقات الكروية المقبلة”.
واستطرد، ” ولأن الأشخاص زائلون والمؤسسات باقية فمن الصعب طبعا فهم رسائل الحكومة في مجال تدبير القطاعات الإجتماعية الإستراتيجية من قبيل التربية الوطنية والصحة”.
وأوضح أوزين، “الخلاصة؛ ولأننا في المدرسة الحركية ننتصر دوما لمغرب المؤسسات فإننا نؤكد أن حزب الحركة الشعبية سيظل داعما لكل بادرة حكومية تحمل خيرا للوطن والمواطنين، كما سنواصل التصدي دوما لكل مظاهر وقرارات صناعة اليأس والإحباط التي ما فتئت الحكومة الحالية تزرع بذورها وتشعل فتيلها، وفي انتظار الكشف عن أداء الحكومة في جلدها القديم والجديد سنبني مواقفنا، متطلعين إلى أن ثتبت الحكومة انها فعلا تغيرت في رؤيتها وبرامجها وسلوكها السياسي الرديئ لنكون فعلا أول من سيساند تحولها البنيوي والوظيفي”.
وختم أوزين، “أما إذا إختارت شرودها المعهود عن رهانات الأفق المغربي المشترك وعن رهانات مغرب النموذج التنموي الجديد الذي لازال غائبا في رؤيتها وسلوكها وحساباتها فإنها ستجدنا صامدين لمواجهتها خدمة لمستقبل مغرب نعتز بمقدساته وثوابته ومصالح كل أبنائه”.