معارضون للمخزن أم أبواق للعسكر الجزائري؟
عندما استمعت إلى حوار المعارض المغربي المقيم في نيويورك الأمريكية، كمال الفحصي، مع قناة تابعة لإعلام جبهة البوليساريو، شعرت بألم كبير، واستحضرت في الحين ما عبر عنه الأستاذ محمد الساسي بكل مرارة، من كونه أصبح محبط، وغير قادر على مواجهة الناس، وإقناعهم بخطاب الانتقال الديمقراطي، والإصلاح من داخل المؤسسات، على خلفية ما يقع من ردة حقوقية بالمغرب!
ها هي جبهة البوليساريو، أصبحت توظف اليوم، مغاربة المهجر ممن يرون فيها بؤرة ثورية لتحقيق التغيير الجدري في المغرب، من أجل تمرير رسائل مظللة للشعب المغربي، وللجنود المغاربة المرابطين في الجدار، تخدم في العمق أجندة الطغمة العسكرية الحاكمة في الجزائر، تحت يافطة دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير!
الربط التعسفي بين قضية الصحراء، والنظام السياسي في المغرب، هو الذي نبهت له شخصيا في مقالات سابقة، لأن الغاية من إقامة هذا الربط في خطاب بعض الجهات التي ارتمت بالمكشوف في الحضن الجزائري، هي تسويغ حق غير مشروع لجماعة انفصالية، في السيطرة على جزء من جغرافية هذا الوطن، بحجة أن قضية الصحراء يستغلها النظام السياسي الحاكم في المغرب، لإحكام قبضته على الشعب المغربي، واستنزاف ثروات الأقاليم الصحراوية المتنازع عنها مع جبهة البوليساريو!
رسالتي إلى كل المسؤولين في الدولة، هي أن قضية الصحراء المغربية تحتاج إلى تحصين الجبهة الوطنية الداخلية من أي اختراقات ممكنة، وهذا الأمر يستوجب إعادة النظر بشكل مستعجل في عدد من المقاربات على المستوى الداخلي، وخصوصا ما يتعلق بقضايا الحقوق والحريات، لأنها أصبحت توظف كورقة لشرعنة خطاب معادي للوحدة الوطنية!
الوطن في أمس الحاجة لدينامية سياسية وحقوقية تقطع مع أي نزوع سلطوي متشدد، لأن مثل هذا التوجه، هو الذي يضفي المصداقية على الخطابات الأيديولوجية الراديكالية، التي تقارب موضوع الوحدة الترابية للمغرب من زاوية العلاقة بين الأرض والنظام السياسي الحاكم، وليس من زاوية العلاقة بين الأرض والشعب والسلطة السياسية!
إلى هؤلاء المنشغلين بالتضييق على حقوق وحريات المواطنين أقول: أنظروا كيف أصبحت البوليساريوا، توظف أصوات مغربية للنيل من الوحدة الترابية للمغرب، وللتحريض على خلق انقسام داخلي حول قضيتنا المركزية، بما يخدم الأجندة الخبيثة للطغمة العسكرية الحاكمة في الجزائر؟!
لا يمكن الرهان في تدبير ملف الصحراء على أي متغير إقليمي أو دولي دون العمل بموازاة ذلك على تحصين الجبهة الوطنية الداخلية من كل الاختراقات الخارجية التي تتم من خلال استغلال حالة الإحباط النفسي الذي نبه الأستاذ محمد الساسي وغيره من شرفاء هذا الوطن من مخاطرها.
هذه هي التربية التي تلقيناها كافة
نشكك في كل شئ اي خطوة ندبر ضدا لها حتى بقينا بين الافكار واضداها فلاتلك ولا تلك
وسنظل كدلك الى ما لا نهاية