منعطف “خطير” تعرفه “أزمة طلبة الطب”
استغرب الناشط النقابي والسياسي، الحسين اليماني، من القرارات التي اتخذها المسؤولون بخصوص ملف أزمة طلبة الطب والصيدلة، مؤكدا ان “المغرب يحتاج لتكريس الحق في التعبير عن الرأي والاحتجاج ويحتاج لتشجيع الشباب على ممارسة السياسة والترافع السلمي عن مطالبه العادلة والمشروعة”.
وأظهرت وثيقة موقعة من طرف كلية الطب والصيدلة، التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، ان هذه الأخيرة طلبت الاستعانة بعناصر الأمن الوطني من أجل “تأمين وحماية محيط الكلية”، بعد ان قرر الطلبة مقاطعة الامتحان الذي أعلنت عنه وزارة التعليم العالي، ابتداء من اليوم الخميس 5 شتنبر الجاري.
وقال اليماني، ضمن تصريح توصل به موقع “بديل”: “غريب أمر المسؤولين بالمغرب، فليس المطلوب هو العسكرة لكليات الطب والصيدلة”.
وأضاف، “وحيث أن الوزارة فشلت في اقناع الطلبة والطالبات، بالإصلاح المزعوم للدراسات الطبية والصيدلية، فما عليها سوى التراجع عن ذلك، والغاء قرار تخفيض سنوات الدراسات الطبية، وابقاءها على 7 سنوات”.
كما طاليب اليماني بـ”سحب العقوبات الترهيبية وليس التأديبية”، مشددا على انه “لا داعي للامعان في هدر مقدرات الوطن والتلاعب بمصير بنات وابناء المغاربة في كليات الطب العمومي”.
وختم تصريحه قائلا: “اولم يبقى في البلد رجل رشيد؟”.
وأكد مصدر من داخل اللجنة بأنهم “سيقاطعون الامتحان الذي اعتمدته وزارة التعليم العالي، والمقرر اليوم 5 شتنبر الجاري على غرار الامتحانات السابقة”.
وخلال الأيام الماضية، أعلنت لجنة الحوار الممثلة لفرق الأغلبية بمجلس النواب، من خلال بلاغ “حرص الوزارة الوصية على إنقاذ الموسم الجامعي 2023/2024 بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، وتمكين الطلبة الذين سيجرون اختبارات الدورة الاستدراكية للفصل الأول المبرمجة بتاريخ 5 شتنبر 2024، من دورات أخرى تهم الفصل الثاني”.
وشدد المصدر، ضمن تصريح لموقع “بديل”، “لجنة الطلبة مستعدة للحوار وتطالب به، وعلى وزارة التعليم العالي أن تغلب مصلحة البلاد على كل الأمور الأخرى”.
وتابع، “مطلبنا واضح؛ نحن متشبثون بالإبقاء على السنة السابعة بالنسبة للدفعات الخمسة الحالية، وهو مطلب مشروع ويمكن للوزارة أن تلبيه بسهولة، مع العمل على إيجاد حلول واقعية ومنصفة للمرحلة الانتقالية التي تمس الدفعات الحالية”.
وقاطع أكثر من 90 في المائة من الطلبة جميع الامتحانات التي برمجتها الكليات، بالإضافة لمقاطعة الدروس منذ دجنبر 2023، بسبب الأزمة التي تسببت فيها التعديلات الجديدة التي اعتمدتها وزارة التعليم العالي، وعلى رأسها تقليص سنوات الدراسة من 7 إلى 6 سنوات.
وكانت الحكومة قد قدمت، بداية يوليوز الماضي، عرْضا لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، اقترحت فيه جعل السنة السابعة اختيارية، بعد أن كانت قد قررت تخفيض سنوات الدراسة من سبع سنوات إلى ستّ سنوات، وهو ما رفضه الطلبة.
ولم يحظ المقترح الذي قدمته الحكومة، بعد اللقاء الذي عقده رئيس الحكومة مع عمداء الكليات، بترحيب من طرف طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، ليقاطعوا الامتحانات التي تلت هذا العرض.