كيف تفاعل المغاربة مع العفو عن الصحفيين والنشطاء؟
تفاعل الرأي العام الحقوقي والسياسي، مساء أمس الإثنين 29 يوليوز الجاري، بكثير من الفرح الممزوج بالتفاؤل بعد صدور قرار العفو الملكي عن عدد من الصحفيين والنشطاء والمدونين المحكومين والمتابعين في قضايا مرتبطة بحرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان، الأمر الذي اعتبره البعض “خطوة مهمة في اتجاه القطع مع الممارسات المخالفة لمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان”.
وغزت صور وتصريحات المعتقلين المفرج عنهم مواقع التواصل الاجتماعي، ليتم بذلك إعطاء إشارة قوية يتمنى الكثيرون أن تكون مقدمة لـ”طي صفحة مظلمة من تاريخ المغرب المعاصر”، كانت بدايتها بعد “إجهاض حراك 20 فبراير”، وفق ما يعتقد عدد من النشطاء الحقوقيين والسياسيين في المغرب.
وبمناسبة عيد العرش أصدر الملك محمد السادس عفوه عن كل من الصحفيين توفيق بوعشرين وعمر الراضي وسليمان الريسوني، إضافة إلى النشطاء رضا الطاوجني ويوسف الحيرش، سعيدة العلمي وأخرين. كما هم العفو كل من عماد استيتو وعفاف براني والمعطي منجب، إلى جانب هشام منصوري وعبد الصمد آيت عيشة.
وهنأ منسق الائتلاف المغاربي لهيئات حقوق الإنسان، عبد الإله بنعبد السلام، “كل الذين عانقوا شمس الحرية، وكل الذين اسقطت عنهم المتابعات الجائرة، وكل عائلاتهم واحبائهم”، وقال: “النضال مستمر من أجل الافراج عن ناصر الزفزافي ورفاقه، النقيب محمد زيان، محمد ابراهمي ‘موفو’ الفكيكي… وعن كافة المعتقلين السياسيين، الذين لا زالوا مغيبين عن الاهل والأحبة، لمعانقتهم قضايا الشعب والوطن”.
وأفاد رئيس الجمعية المغربي لحقوق الإنسان، عزيز غالي، أن “الجمعية كانت بالأمس حاضرة إلى جانب العائلات في استقبال المعتقلين السياسيين الذين عانقوا الحرية”.
وأضاف غالي، ضمن تدوينة على صفحته الخاصة، “لتكن هاته المحطة دفعة لعملنا، لان الملف لم يطوى بعد، لأننا رفعنا شعار ‘مغرب خال من المعتقلين السياسيين وتبييض السجون من المعتقلين السياسيين’، فلنتعبأ جميعا من أجل إطلاق جميع المعتقلين السياسيين”.
من جهته قال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بن عبد الله: “خبر سار جدا تلقيناه اليوم (يقصد أمس الاثنين) بابتهاج عميق وتأثر بالغ: إنه العفو الملكي السامي عن عددٍ من الأسماء التي تنتمي إلى الجسم الصحفي، والتي كانت في وضعية اعتقال أو متابعة”.
وتابع بن عبد الله، ضمن بلاغ، “لا يسعنا، إزاء هذه المبادرة الملكية الكريمة ذات الدلالات الحقوقية القوية، سوى التعبير عن الامتنان لجلالة الملك على تجاوبه مع نداءات القوى الديموقراطية والحقوقية، وتهنئة المعنيين بهذه الخطوة المقدامة، والشعب المغربي يعيش غمرة الاحتفاء بعيد العرش وبمرور 25 سنة حافلة بالمكتسبات من حُكم جلالته”،
وفي نفس السياق، تأسف الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، جمال العسري، لأنه “لم يتم إغلاق ملف الاعتقال السياسي في المغرب”، وقال: “مع الأسف لازال معتقلو زعماء حراك الريف قابعين في السجن… مع الأسف لازال معتقل حراك فگيگ قابعا هو الآخر بالسجن …”.
وأكد العسري، “وعليه لازالت مطالبنا قائمة… وخاصة إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين… ومطلب المصالحة الحقيقية مع جميع الجهات المهمشة…”.
واستدرك، “هذا لن ينسينا أن نفرح لفرح أسر وعائلات المفرج عنهم… وهنيئا لهم كل واحد باسمه”.
وبذات المناسبة كتب الناشط الحقوقي الريفي المقيم في بلجيكا، سعيد العمراني، “في البدء، هنيئا لكل الاخوة المعتقلين الصحافيين والمدونين المفرج عنهم، ومبروك لهم ولعائلاتهم باستعادتهم لحريتهم”.
وزاد، “من حقنا أن نقول أو نستخلص من استثناء أبناء الريف من الإفراج أنه يوجد تعامل استثنائي بمفهوم الإقصاء مع معتقلي حراك الريف. على ضوء هذا الاستثناء المقيت، يتأكد لنا بالفعل هيمنة معاملة خاصة مع أبناء الريف وهي ليست بالجديدة على كل حال، ويتأكد لنا مرة اخرى اختراق تيار استئصالي للدولة يفتعل المشاكل ويتغذى عليها وكأنه يشجع الريف على الانفصال”.
واعتبر العمراني، ضمن تدوينة على صفحته الخاصة، إن “هذا التيار يريدنا أن نعود إلى نقطة الصفر، سوى إذا كان للدولة استراتيجية أخرى نجهلها وتريد تطبيقها بطرقها المعهودة (أي اقصاء متعمد لأبناء المنطقة في التفكير والاقتراح..)”.
كما هنأ الناشط والمؤرخ، المعطي منجيب، أحد المستفيدين من العفو، والذي كان متابعا إلى جانب ستة نشطاء اخرين منذ 2015 “كل معتقلي الرأي الذين أطلق سراحهم: عمر الراضي، سعيدة العلمي، سليمان الريسوني، توفيق بوعشرين ويوسف الحيرش وياسين الثوار و عبد الرحمان زنكاض…”.
وزاد منجيب، في تدوينة على صفحته الخاصة بفايسبوك، “كما لايمكن أن أنسى من هم لازالوا وراء القضبان ناصر الزفزافي ومحمد زيان ونبيل احمجيق ومحمد جلول وغيرهم كثير”.
وختم، “شكرا لكل من ناضل من أجل إطلاق سراحهم وشكرا كذلك لمن عمل من داخل الدولة لتصبح هاته المبادرة المنتظرة منذ شهور واقعا يفتح باب الأمل نحو ديمقراطية مغربية حقيقية. هنيئا كذلك لكل العائلات التي فرحت بتحرير أبنائها”.