الاشتراكي الموحد يكرّم المقاوم حسن مرزوق
نظم الحزب الاشتراكي الموحد، يوم أمس الأحد 7 يوليوز الجاري، بالمركز الثقافي محمد عزيز لحبابي بتمارة، حفلا لتكريم المقاوم حسن مرزوق.
ومعلو أن مرزوق هو “مناضل يساري ومقاوم ابن منطقة كلميمة، وكان لاجئا بالجزائر.
وفيما يلي كلمة عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، العمي الحروني، بالمناسبة:
” تكريم المقاوم حسن مرزوق محطة لإطلاق سيرورة إنجاز المشاريع الديمقراطية والتوجهات الوحدوية المغاربية للفقيد محمد بنسعيد”.
————————-
حضرات السيدات والسادة الحاضرين معنا في هذا العرس النضالي احييكم جميعا باسم اللجنة التنظيمية لهذا الحفل التكريمي المبارك المنظم تحت شعار تحت شعار:
“المقاوم حسن مرزوق..الشجاعة في أنبل صورها، ومستوى نضال يحفز الأجيال”
الرفيق حسن مرزوق، الحامل للاسم الحركي ” الخياط” في صفوف المقاومة واسم ” باكي البشير ” بالمنفى الاضطراري بالجارة الجزائر، شعلة المقاومة بالجنوب الشرقي المغربي، المقاوم الصلد الشرس، اليساري حتى النخاع، الديمقراطي بامتياز، أسد المقاومة بالصحراء الشرقية، صحراء تافيلالت.
الرفيق حسن مرزوق صاحب الرأي الثوري والمبدئي، الذي لا تعرف مواقفه المنطقة الرمادية..، حامل قيم، القيم اليسارية والانسانية النبيلة، بقناعة شب عليها وشاب، ولم يبدل أبدا. حين زرناه بمنزله يوم 24 ابريل 2024، وجدناه كما كان، ذا ابتسامة أمل وحياء ووقار، وذا ذاكرة صحراوية قوية، تحفظ الذاكرة والأحداث بدقة.
نلتقي اليوم لتكريم شخصية استثنائية في تاريخ المقاومة المغربية، وفي تاريخ النضال اليساري الديمقراطي، الرفيق حسن مرزوق. نود تسليط الأضواء وإلقاء نظرة معمقة على حياة هذا البطل الذي ولد في فاتح أكتوبر 1935، والذي جسد الشجاعة والتضحية وترك بصمة لا تُمحى في الجنوب الشرقي المغربي وبربوع الوطن وبالمنفى بالجزائر الشقيقة.
مهما حاولنا الحديث عن الرفيق حسن مرزوق المقاوم القائد الكبير رفيق القائد المرجعي لليسار الاستاذ محمد بنسعيد أيت إيدر، لن نوفي الرجل قدره، فالرجل ذو مسار نضالي زاخر وتجربة كفاح فريدة بتافيلالت .. كلميمة، تلوين، أيت أورير، مراكش وبربوع الوطن وبالجزائر الشقيقة خاصة بشرقها وهران ومغنية، حيث عاش يساريا شامخا ثابتا على خط النضال القاعدي الديمقراطي الشعبي.
اختارت اللجنة التنظيمية كوكبة من الشخصيات الأكاديمية والمناضلة ، الذين لبوا دعوتنا مشكورين ممن عاشوا معه فترات من عمره و تقاسموا معه هم الديمقراطية والوطن، للإحاطة، ليس فقط، بمناقب وتضحيات وقيم وأخلاق رفيقنا الحسن، بل أيضا، بتوجهه الفكري المقاوم خاصة وبرامجه وتطلعاته.. ومساعيه في سبيل الديمقراطية والحرية للمواطنين ولوطننا العزيز.. فتكريمنا للرفيق وفاء وعرفان بتضحياته وعهد على اتباع نهجه وخطاه.
هذا اللقاء المبارك هو أيضا وفاء لروح الفقيد محمد بنسعيد أيت إيدر، رفيق حسن مرزوق، لأنه تنفيذ لجزء من اهتمامات الفقيد بالمناضلين الأوفياء حيث يوصي دائما بالاهتمام بهم وبهن،.. تماما، كما أن الحكيم الأستاذ ابراهيم ياسين، صديق وشقيق السي حسن، سيكون أكثر أريحية في مثواه.
لذلك، أيها الحضور الكريم، نود من خلال هذا اللقاء المبارك، إطلاق سيرورة إنجاز المشاريع الديمقراطية والتوجهات الوحدوية المغاربية والاقليمية للرفيق حسن مرزوق ورفاقه محمد بنسعيد وابراهيم ياسين والرفاق النشامى طريقها للإنجاز.
كما نبتغي تأسيس إطار مدني للمناضلين وأصدقائهم، إطار مختلط من اهتماماته الوفاء والعرفان لعطاءات ومساهمات المناضلين القدامى في سبيل الحرية والكرامة لشعبنا والاستقلال والدمقرطة بوطننا، بأهداف اجتماعية من جهة، ولنقل تجاربهم النضالية لتحفيز الأجيال القادمة والإقتداء بقيمهم النبيلة من جهة أخرى.
ونلتمس من المهتمين بهذا المحور والبعد النضالي، التعاون والتنسيق لتحقيق هذا الهدف والإنساني ذو البعد السياسي النبيل.
لا ننسى أيها الحضور الكريم، أن وراء كل رجل عظيم إمرأة، لا ننسى الدور الريادي للمرأة المقاومة المغربية، الأخت والزوجته المخلصة، فرفيقة درب رفيقنا السي حسن، لالة فاطمة خضاري، ليست فقط زوجة بل شريكة حقيقية في النضال، وفرت قاعدة دعم قوية له وساعدته على مواصلة مهامه النضالية التي لم تنضب.
أدعوكم للوقوف تكريما وإجلالا للمناضلة فاطمة خضاري ومن خلالها للمرأة المغربية وعموم النساء المقاومة في الصفوف الامامية.
قضى الرفيق حسن مرزوق فترة طويلة 37 سنة بالمنفى الاضطراري بالجزائر الشقيقة، في عز ونشاط وكفاح، تخللتها فترات عصيبة أحيانا، دفعته ورفاقه إلى تأسيس إطار “اللاجئون الديمقراطيون بغرب الجزائر” لتخفيف معاناتهم في المنفى.
اليوم، وبالمناسبة، ونحن نحتفي ونكرم الرفيق المقاوم حسن مرزوق، تمر العلاقات المغربية الجزائرية بفترة جفاء وأزمة، للأسباب التي يعلمها الجميع، أزمة تذكيها الحرب الكلامية الرعناء للذباب الإلكتروني الموجه منه والمأجور من الجهتين، الشيء الذي يزيد أزمة العلاقات بين البلدين الشقيقين عمقا، ويزيد العلاقات الاجتماعية والعائلية بين فئات واسعة من المواطنين بالبلدين سوءا. منهم اللاجؤون المغاربة اضطرارا بالجزائر وأبناءهم الذين عاشوا فترة من طفولتهم وشبابهم بالجزائر الشقيقة ودرسوا بها من جهة، والعائلات بالجهة الشرقية، خاصة بوجدة وفكيك وغيرها، الذين وجدوا أنفسهم بضفتي الحدود الجزائرية – المغربية مقطوعي الروابط العائلية والانسانية؛
ونحن نكرم الاستاذ حسن مرزوق، الرجل الوحدوي العظيم، نرى أن الحاجة الموضوعية والإنسانية ماسة، إلى مساهمة الجميع من قوى المجتمع المدني والسياسي والفعاليات الديمقراطية والمثقفين بالبلدين الى التكتل من أجل المساهمة في تلطيف الأجواء بين البلدين الشقيقين، المغرب والجزائر، ونزع فتيل الأزمات تمهيدا لفتح حوار الشجعان بين البلدين وتجاوز الأزمة الدبلوماسية المفتعلة بينهما، كشرط لإعادة بناء تكتل بلدان المغارب الكبير كقوة سياسية واقتصادية وبشرية مؤهلة للتفاوض مع نظيراتها من التكثلات الإقليمية.
وبالمناسبة، والمناسبة شرط، نتطلع وندعو إلى فتح الحدود بين بلدنا العزيز والجزائر الشقيقة للتخفيف من المعاناة الكبيرة والمرارة إزاء استمرار إغلاقها، وندعو النخب المغاربية، الثقافية والفنية، لتذويب إسمنت وخرسانة السياسة المتكلسة بين البلدين، والقيام بدورها الطليعي لايجاد شروط البناء المغاربي.
حضرات الحضور الكريم، نعتبر أن إيجاد الحلول الجماعية لكل العراقيل والتوترات، مهما بدت معقدة ممكن جدا.. فالحلول إياها تصنع بالتفكير المتزن والحوار الحضاري، واستحضار الكلفة الباهضة للتفرقة، لأن كل المشاكل والمعادلات تجد حلها في الإطار المغاربي المتضامن.. وكما قال القائد السياسي والعسكري التونسي حنبعل ” إذا لم نجد حلا، نصنع حلا “.
حضرات الحضور الكريم
أيها الحضور الكريم، نستحضر النشيد التحرري المعروف ” حيوا افريقيا” الذي ينشده الأحرار المقاومون واعتقل بعضهم بسببه : “حيوا إفريقيا، حيو إفريقيا يا عباد .. شمالها يبغي الاتحاد.. أشبالها تأبى الاضطهاد.. شعبنا لا يرضى انقسام.. الى آخر النشيد.. فياضحايا الاستقلال.. اننا عاهدناكم.. ان نسير في خطاكم..
على نهج الرفيق حسن مرزوق سائرون.. على خطى الفقيد محمد بنسعيد وكوكبة الرفاق النشامى سائرون.. لبناء اتحاد المغارب كقنطرة للتواصل مع البعد الأفريقي جنوب الصحراء.
ايها الحضور الكريم
الرفيق المقاوم اليساري حسن مرزوق من الفعاليات السياسية والمقاومة التي رفضت حل جيش التحرير المغربي لمواصلة المهام النضالية لمحاربة الاستعمار وتحرير كل المواقع والثغور المتبقية في قبضة الاستعمارين الفرنسي والاسباني بكل الدول المغاربية، ولمواصلة الجهاد الأكبر من اجل “دمقرطة الدولة والمجتمع”.
وفي الختام، نحيي رفيقنا حسن مرزوق وزوجته لالة فاطمة الخضاري وأسرته وكل المناضلين/ات الذين ضحوا بوقتهم وجهدهم لتسود الحرية وينعم الشعب المغربي والشعوب المغاربة بالديمقراطية والكرامة والعدالة. وندعو الجميع للتعلم من التجربة العظيمة للاستاذ حسن مرزوق ، ليستمد منها القوة والعزم لمواجهة تحديات اليوم.
أحييكم مجددا، وشارة النصر والإنتصار لكم ولكل من يقاوم الظلم والطغيان.
شكرا على حسن الإصغاء .. أشد على أياديكن وأياديكم بحرارة.
العلمي الحروني
تمارة، في 07 يوليوز 2024