تسمية شارع باسم والده.. رئيس مقاطعة المرينيين يتوعد بمقاضاة “أصحاب المغالطات”
توعد رئيس مقاطعة المرينيين بفاس بمقاضاة الجهات التي قامت بنشر ما أسماه بـ”المغالطات” بخصوص رغبته في تسمية الشارع الذي يحمل اسم يوسف ابن تاشفين باسم والده، مؤكدا انه “لاعلاقة له بهذا الأمر وأن الاقتراح قُدّم من طرف النائب الجهوي للمندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، لأن والده ينتمي لأسرة المقاومة.
وقال رئيس المقاطعة، خاليد حجوبي: “ما تم ترويجه كله مغالطات، وكل الأوراق تؤكد ذلك، واقتراح اسم والدي جاء من طرف مندوب المقاومة وليس من عندي”.
وأضاف حجوبي، ضمن تصريح لموقع “بديل”، “عند علمي بالاقتراح طلبت من المندوب الجهوي اعفائي لكنه أصر على الأمر، ليقوم بعد ذلك بإرسال اقتراحات بأسماء المقاومين لإطلاقها على مجموعة من الأماكن بالمقاطعة، وليس والدي فقط”.
ويرى الرئيس أن “المسألة سياسية مائة بالمائة، وقد تم استغلال هذه النقطة لمهاجمة التحالف الذي يدبر المقاطعة”.
وتعليقا على الموضوع، قالت الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بالمرنيين أنه “وعوض الانكباب على حل المشاكل المتفاقمة في المقاطعة، وخاصة تدني خدمات القرب وبشكل خاص على مستوى خدمات النظافة والنقل، يأبى مدبرو الشأن العام المحلي إلا تكريس الهشاشة والعبث في التدبير وفق منطق الغنيمة والعائلة، ليضيفوا منطقا جديدا في تدبير الشأن العام، والمبني على ترميز المجاهيل وتزييف التاريخ والوعي”.
وتفاعلا مع ما أثير إعلاميا عن مصادقة مجلس مقاطعة المرينيين على اقتراحات تسمية الطرق والساحات داخل تراب المقاطعة، وإحالتها إلى مجلس جماعة فاس، قال المستشار بمقاطعة المرينيين عن الحزب الاشتراكي الموحد، عثمان زويرش : ” أود أن أوضح، كمستشار بالمقاطعة أن إيضاحاتنا أثناء دورة المجلس بشأن اقتراحات تسمية الطرق والساحات لا يدخل في إطار الانتصار لأي طرف ضد طرف آخر، ولا يهدف إلى تصفية حسابات سياسية. إنما هدفي هو توضيح بعض المعطيات التي رافقت نقاش هذه النقطة في حينها وأمام أنظار المجلس”.
وأوضح زويرش، ضمن تصريح لموقع “بديل”، “أثناء مناقشة اقتراحات تسمية الشوارع والأزقة في مقاطعة المرينيين، أثار إدراج اسم والد رئيس المقاطعة تساؤلات وملاحظات خاصة فرق المعارضة. وقد تلقينا توضيحا من طرف رئيس الجلسة بصفته النائب الأول للرئيس، الذي غاب لظروف نجهلها، أن هذا الاقتراح جاء استناداً إلى مراسلة من النائب الجهوي للمندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، وليس بمبادرة شخصية من رئيس المقاطعة. هذا التوضيح كان ضرورياً لتجنب أي لبس أو سوء فهم حول دوافع التسمية”.
وتابع المسؤول بحزب الاشتراكي الموحد، “الغاية من تدخلنا في هذا الشأن، بعيداً عن أي استغلال سياسي أو أيديولوجي، كانت تهدف دائماً إلى تعزيز الشفافية والوضوح في سير العملية، وضمان أن تكون الأسماء المقترحة تتناسب مع القيم التاريخية والثقافية والاجتماعية للمقاطعة ولمدينة فاس”.
وزاد، “كما أوضحنا أن تسمية الساحات والطرق العمومية ليست من اختصاص المقاطعة (فالمادة 235 من القانون التنظيمي 113.14 تعطي المقاطعة فقط الحق في تقديم اقتراحات في مجال تسمية الطرق والساحات داخل تراب المقاطعة ورفعها لمجلس الجماعة) فهي من الاختصاصات المهمة التي خولها القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات، ولا سيما المادة 92 منه، للمجالس الجماعية التي تمارسها عن طريق التداول واتخاذ مقررات بشأنها، نظراً لما تحمله من دلالات رمزية وأهمية في تسهيل تعريف الساحات والطرق العامة والولوج إليها، خاصة في ظل التطور والتوسع العمراني”.
وأكد زويرش أن “الإجراءات المتعلقة بتسمية الساحات والطرق العمومية تخضع لأطر قانونية وتنظيمية واضحة، وتأتي بعد مراجعة ودراسة من قبل لجان متخصصة. وبالتالي، فإن أي قرار يتم اتخاذه يمر بمراحل متعددة من المراجعة والتدقيق لضمان مراعاته للقوانين والأنظمة المعمول بها”.
واستطرد، “ولتفادي الاستغلال السياسي أو الأيديولوجي لبعض التسميات، يتم إحالة التسميات المقترحة على لجنة علمية يرأسها عامل العمالة أو الإقليم، والمكونة من ممثلي القطاعات المعنية والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والمجلس العلمي ومؤرخي المنطقة، بالإضافة إلى أي شخص تعتبر مشاركته مفيدة لأشغالها. حيث تتكلف هذه اللجنة بدراسة الاقتراحات قبل البت بشأن الموافقة عليها”.