التفسير الطبي لفاجعة “ماحيا علال التازي”


يوجد عدة أنواع من الكحول منها ما يستعمل لأغراض صناعية و منها يستعمل في أغراض طبية أو غذائية . نذكر منها :الميتانول methanol و الايتانول Ethanol و هناك أنواع أخرى.

الميثانول هو كحول يستعمل لأغراض صناعية ( صباغة الأظافر، صباغة الخشب ، محلول … ) ، و هو مادة سامة جدا .

الايثانول هو مادة كحولية تستعمل غالبا في المشروبات الكحولية بعد تخفيفها ( تخفيف يصل إلى أكثر من 15 مرة من الكحول الاصلي 100 درجة ) ، و تستعمل أيضا كمعقم لليدين أو للجسم مثلا ( كحول معقم 70 درجة و تعني أن الكحول يساوي تقريبا 70% من الحجم الكلي أي 70 مل من الكحول و 30% من الماء أو محلول مائي أخر ) .

ما حدث بالفعل هو تسمم بمادة الميثانول السامة الصناعية و ليس الايتانول المادة المعتادة في المشروبات الكحولية ، هاته المادة بعد دخولها إلى الجسم يتم تحويلها في الكبد إلى مادة خطيرة تهاجم الخلايا العصبية البصرية مما يسبب العمى ، بالإضافة إلى زيادة حموضة الدمacidose التي تؤدي إلى فقدان الوعي و الموت .

ماذا يفعل الأطباء في حالة تسمم بمادة الميثانول ؟؟

- إشهار -

الإجابة عن هذا السؤال بسيطة فقبل التطرق إليها، يجب أن نذكر أن المثانول و الايثانول هما ليس أصدقاء فهما منافسين قويين ولكن الكبد تفضل التعامل مع الايثانول قليل السمية (لحسن الحظ) ، فعند تواجد الميتانول و الايتانول داخل الجسم فالكبد تفضل الايثانول و تعطيه الاسبقية في تحويله إلى مستقلب (métabolite ) لا يسبب سمية أو تسمم خطير ، مما يؤخر استقلاب ( تحويل) الميتانول إلى المستقلب السام métabolite toxique , الذي يؤدي إلى الوفاة و بالتالي يعطي الوقت للجسم للتخلص من الميتانول عن طريق البول بدون تحوله إلى المادة السامة .

و لهذا لا يجب أن تتعجب أن طلب منك إحضار في المستعجلات قنينة مشروب كحولي بدرجة عالية ، و تقول أن الأطباء عوض إنقاذ المريض يريدون الاستمتاع بمذاق المشروب ، فهم سيعطونه للمريض من أجل أن يجعلوا كبده تهتم بالايثانول و إعطاء الوقت الكافي للكلي لتتخلص من الميثانول القاتل .

يعني أن الترياق الفعال ضد كحول الميثانول هو كحول الايثانول .

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد