الحكومة وأضحية العيد


يلقي الجفاف الذي يضرب المغرب للعام السادس على التوالي بظلاله على قطاع المواشي، مما يؤثر على أسعار أضاحي العيد في البلاد.

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    ورغم أن العرض يفوق الطلب بالقطاع وفق وزير الفلاحة محمد صديقي، إلا أن الأسر متخوفة من أسعار الأضاحي المرتفعة للعام الحالي، وهو ما دفع برلمانيين للتنبيه لذلك على اعتبار أنه عندما يفوق العرض الطلب تتراجع الأسعار وليس العكس.

    ويبلغ معروض المواشي في المغرب خلال عيد الأضحى الحالي نحو 7.8 ملايين رأس، مقابل 6 ملايين طلب، فضلا عن تخصيص الحكومة المغربية دعما لمستوردي الأغنام.

    وبحسب تجار مواشي، فإن الأضاحي تفوق 3000 درهم للرأس الواحد، بينما تبيع بعض الأسواق الأخرى الكيلو ما بين 65 درهم و83 درهما.

    العرض يفوق الطلب

    تحاول الحكومة المغربية طمأنة الرأي العام، بسبب تداول أخبار عن ارتفاع أسعار المواشي مع اقتراب عيد الأضحى.

    وفي هذا الإطار، قال وزير الفلاحة في كلمة له بمجلس النواب في 20 ماي الماضي إن العرض يفوق الطلب بمناسبة عيد الأضحى.

    وأضاف صديقي أن العرض يبلغ 7.8 ملايين رأس، منها 6.8 ملايين رأس من الأغنام، ومليون رأس من الماعز.

    وذكر أن الطلب يناهز 6 ملايين منها 5.4 ملايين من الأغنام؛ 81 بالمئة منها من الخرفان، و19 بالمئة من النعاج، إضافة إلى 600 ألف رأس من الماعز.

    وأبرز صديقي أنه “تم إنشاء وتجهيز 34 سوقا مؤقتة لأضاحي العيد على الصعيد الوطني، بتنسيق مع السلطات المحلية لتعزيز منظومة تسويق الأغنام”.

    من جهته، يقول بيحي سعيد، مسؤول المشاريع والتعاون بالجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز إن مربي الأغنام والتجار بذلوا مجهودا من أجل إعداد الأضاحي لهذا العام.

    وفي تصريح لوكالة “الأناضول”، اعتبر بيحي أن “هناك وفرة للأغنام هذه السنة، وإذا كان هناك نقص سيكون طفيفا”، مشيرا إلى أن “الدولة تعمل جاهدة على إجراءات موازنة بين الطلب والعرض حتى لا يكون غلاء كبير”.

    الجفاف يلقي بظلاله

    وزير الفلاحة اعتبر أنه “للسنة الثالثة على التوالي يعرف قطاع تربية الماشية تأثرا كبيرا بسبب الجفاف الذي تسبب في تراجع الغطاء النباتي وانخفاض الزراعات وغلاء الأعلاف”.

    واعتبر أنه لمواجهة هذه الظرفية، قامت الحكومة بإنشاء برنامج دعم مربي الماشية للسنة الثالثة على التوالي للتخفيف من آثار الجفاف عبر مواصلة دعم الأعلاف وتوريد الماشية.

    وقال صديقي، إنه “نظرا لاستمرار الجفاف لجأت الحكومة لفتح باب الاستيراد بصفة مؤقتة واستثنائية، لزيادة المعروض والمساهمة في الحفاظ على القطيع الوطني واستقرار الأثمان”.

    - إشهار -

    وعن الإجراءات التي تسهل عملية استيراد الأغنام، أشار صديقي إلى “إعفاء استيراد الأغنام من الرسوم الجمركية والضريبية على القيمة المضافة، ومنح دعم لاستيراد الأغنام الموجهة للأضاحي بـ 500 درهم للرأس بين 15 مارس و15 يونيو”.

    وأوضح أن “الاستيراد بلغ إلى حد الآن 220 ألف رأس، في انتظار أن يصل حجم الاستيراد إلى 250 ألف رأس خلال اليومين القادمين، وصولا إلى 600 ألف رأس بحلول عشية عيد الأضحى”.

    وللعام السادس على التوالي، يواجه المغرب تهديدا حقيقيا من جراء الجفاف، وسط مخاطر تحدق بالقطاع الزراعي الذي يمثل عصب الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

    الحكومة المغربية اضطرت مؤخرا، للإعلان عن قطع المياه الصالحة للشرب عن المجتمعات المحلية الأكثر تضررا من الجفاف، ما يعني تداعيات على البشر والشجر.

    ويعزو المغرب ندرة المياه إلى تراجع الأمطار خلال السنوات الماضية، إذ بلغ العجز السنوي مليار متر مكعب.

    أسعار مرتفعة

    ونبه برلمانيون مغاربة إلى غلاء أسعار أضاحي العيد، قبل أسابيع من عيد الأضحى المتوقع أن يحل في 16 يونيو الجاري، بحسب وثيقة وزعوها على الصحفيين.

    وأوردت الوثيقة أسئلة وجهوها إلى بعض الوزارات، مثل الفلاحة والمالية بمجلس النواب، طالب البرلمانيون بضرورة القيام بإجراءات عملية للمراقبة وحماية القدرة الشرائية بسبب موجة التضخم التي تعرفها المملكة والتي امتدت إلى أسواق الأضاحي.

    ودعا البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي، المهدي الفاطمي، إلى اتخاذ إجراءات من أجل خفض أسعار الأضاحي.

    وقال إن هناك “تنامي في شكاوى فئة واسعة من المغاربة نتيجة غلاء أضاحي العيد في الأسواق”.

    كما طالبت البرلمانية، الرفعة ماء العينين، عن فريق التقدم والاشتراكية، وزارة الداخلية بتنفيذ صلاحياتها بالتدخل والتصدي لكل المظاهر التي تساهم في تنامي الفوضى والعشوائية التي تعرف بعض أسواق الأضاحي.

    أما البرلمانية عن حزب الحركة الشعبية عزيزة بوجريدة، فقالت إن “الإحصاءات الرسمية تقول إن عرض الأغنام والماعز يفوق الطلب وهو نفس الأمر الذي وقع في الموسم الماضي”.

    وأضافت: “حينما يكون العرض أكثر من الطلب تنخفض الأسعار، وهو الشيء الذي لم يقع خلال السنة الماضية، وهو ما نخاف من أن يتكرر خلال هذه السنة”.

    المصدر: الأناضول

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد