سكان العطاوية يعانون بسبب انقطاع الماء
يشتكي سكان مدينة العطاوية، التابعة لجهة مراكش أسفي، بسبب الانقطاعات المتكررة والمتواصلة للماء الصالح للشرب، الأمر الذي تسبب في “معاناة حقيقية للسكان المحليين”، وأدى بهم إلى “الاستغاثة” بالسلطات المنتخبة والمعينة، ومطالبة المكتب الوطني للماء بتوفير هذه المادة الحيوية والأساسية.
وتعيش العطاوية، وفق مصادر محلية، منذ منتصف فصل الشتاء الماضي على وقع الانقطاع المتكرر لتزويد المنازل بالماء، حيث كان يتم توفيره لمدة 5 ساعات يوميا فقط، من السابعة إلى الـ12 زوالا، ليتم الاكتفاء مؤخرا بتوفير الماء لساعة واحدة إلى ساعين في اليوم.
في مدينة العطاوية، “المواطن البسيط يحس بالعطش أكثر من أي مواطن آخر، في مدينة مراكش التي تبعد ب72 كلم، أو حتى مدينة قلعة السراغنة التي تبعد فقط 23 كلم، لا لشيء سوى لغياب تام لسياسة مدينة فعالة تستثمر المؤهلات الطبيعية، البشرية و الإستراتيجية للمدينة لتقدم خدمات في مستوى تطلعات المواطن”، هكذا قالت إحسان، وهي ربة منزل، في تصريح لموقع “بديل”.
وأضافت احسان، “على مقربة من العطاوية، يوجد سد مولاي يوسف وسد أيت عادل اللذان يغذيان “زارابا”. هذه الأخيرة التي تقطع مدينة العطاوية من جهة الغرب، وجهة الجنوب تغذي بدورها مدينة القلعة ومراكش دون أن يكون لها أي دور في ري ضمأ المواطن العطاوي”.
وقالت، “في غياب سياسة مدينة فعالة، تعاني الساكنة العطاوية من ضبابية في التعامل مع مشاكل شتى و بالخصوص مشكل الجفاف، لأن المسيرين لا يرون في هذا المشكل إلا فرصة لتمكين المنتفعين من خلق سوق لبيع المضخات المائية و دفع المواطن إلى إيجاد حلول فردية ليجد الرافض لهذا الحل المؤقت نفسه داخل دوامة من الضغوطات حيث أن الماء ،الذي هو أساس الحياة، لا يستطيع الولوج إليه بالرغم من أنه يؤدي الفواتير و الضرائب و كل المستحقات”.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت دعوة تطالب السكان بالانضمام إلى شكل احتجاجي يوم غد الثلاثاء 4 يونيو الجاري لمطالبة الجهات المعنية بوقف هذه المعاناة ووضع حد لهذه الأزمة.
وكتب أصحاب الدعوة: “سلام عليكم غدا انشاء الله وقفة مع 9 من اجل ماء (5ايام مالقينا منشربو غدا كلشي يخرج راه ماء حق جميع حشومة وعيب مدينة صغيرة مفيهاش ماء والمدن الكبار عندهم، فنهما هد المسؤولين عيينا منصبرو، وستيرنة بالوجهيات رجال بحال مكينين شكون بغيتو يهدر”.
وفي نفس السياق، قال أحد المدونيين المحليين: “للاسف الشديد صارت ساكنة المدينة المنكوبة، و بمسمى اصح مدينة الازبال والعطش تعاني الأمرين و تعيش حالة استثنائية في تدبير قطاع الماء وجمع النفايات حتى اصبحت في عهد العصور الحجرية”.
وتابع، “هناك حلقة مفقودة لم يتم البوح بها للرد على هذه الضجة الكبيرة التي أصبحت حديث الساعة داخل المدينة وخارجها بسبب الحالة المزرية التي أصبحت عليها العطاوية”.
وتساءل، “الى متى والى اين سيصير مسار هده المدينة الحزينة امام اعين الجميع؟، كل الجوانب منكوبة؛ النظافة الإنارة الماء الصالح للشرب وتوقف كلي لعجلة التنمية”.
ودون أخر، “للأسف الشديد ما نراه وما نعيشه حاليا في هده المدينة هو أزمة موت ضمير إنساني، لأن صاحب الضمير الحي هو انسان استطاع التفريق بين الخير والشر و بين الفضيلة والرذيلة ولم تغلب مصالحه الشخصية على مصالح الآخرين و سلبهم حقوقهم”.