الزفزافي لوالدته بمناسبة عيد الأم: “لو لم يكن السجود لغير الله شرك لسجدت لك كل يوم”
امي الحبيبة خاتشي زليخة، في هذه المناسبة، وواقع حالي الذي يحول دون منحك هدية تليق بك كأم، الا الكلمات التالية فتقبلها هدية من ابنك في زنزانته مسلوب الحرية.
امي الغالية، انت الام والام انت، انت الام التي جعلت من الصبر والصمود وسيلة للدفاع الذاتي خاصة بعد اختطافي الذي كان له وقعا على نفسيتك كأم.
انت الام التي خلقت الابتسامة من عمق الوجع لانك كلما ضاق بك الحال تنثرين الامل بدل التيئيس، انت الام التي حولت الاهات بسبب الفواجع الى بلسم لكي تندمل الجراح، انت المجتمع كله وليس نصفه كما قال” برنارد شو” لانك من صنف من قال في حقهن “شاعر النيل” الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الأعراق.
انت البقية الباقية من عينة جداتنا اللائي كن عبارة عن مصانع لصنع الرجال الذين حطموا كبرياء الاستعمار، انت الام بنقاء مسارك المليئ بالمعاناة المخضبة بالدموع والاهات على مدار السبع العجاف الماضية حتى تحولت مجازا الى معبد وجب على الاوفياء الولوج اليه بدون نعال احتراما لرمزيتك، لهذا لم اجد تعبيرا يرقى الى مستوى تضحياتك غير القول، لو لم يكن السجود لغير الله شرك لسجدت لك كل يوم.
انت الام المريضة كل شرفاء العالم يتمنون لك الشفاء وانا اولهم، كما اطلبه لكل امهات المعتقلين الاحرار، من زنزانتي عناقي وقبلاتي لك ياغلى ام.
ناصر الزفزافي، سجن طنجة2.