حزب الاستقلال يخلد الذكرى 50 لوفاة الزعيم علال الفاسي
تخليدا للذكرى الخمسين لوفاة زعيم التحرير المجاهد علال الفاسي ترأس الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، مساء أمس الأحد 12 ماي الجاري بالمركز العام للحزب بالرباط، مهرجانا خطابيا وطنيا حول موضوع “الوطنية عند علال الفاسي: فكر وممارسة”، بحضور نجلي الزعيم الأخوين عبد الواحد الفاسي، وهاني الفاسي، وباقي أفراد أسرته، إلى جانب وزراء الحزب وعدد من برلمانييه ومنتخبيه وأطره.
واعتبر بركة، خلال كلمة بالمناسبة، أن حزب الاستقلال يحيي اليوم الذكرى الذهبية لمرور 50 سنة على وفاة رجلٍ من معدنٍ ذهبيٍّ أصيل، وذلك حرصاً على إبقاء يَنْبُوعِه الفكري جاريا متدفقا في ذاكرة الوطن والحزب، وعلى مواصلة استحضار حضوره الفكري الخِصْبِ، المتشبع بالوطنية الحقة وروح الاجتهاد والتجديد، التي طبعت قضايا وطنه ومسار حياة أمته، وميزت أسلوب تعاطيه مع الأحداث والتطورات، وقدرته الخَلَّاقَةِ على التَّفَرُّدِ بطرح أفكاره وتصوراته.
وأكد أن استحضار حزب الاستقلال، لمفهوم الوطنية عند الزعيم علال الفاسي، مَرَدُّهُ إلى تفرده بنموذجٍ قَلَّ نَظيره من الوطنية العابرة لكل قضايا الأمة التي عالجها بفكره المتجدد والمتنور، وهو النموذج الذي أضفى على الزعيم الراحل التَّمَيُّزَ والقدرة على التأثير في الأحداث والإسهام في صُنْعِهَا وتوجيه مَسَارِهَا، وجعل الأجيال تلو الأجيال تستلهم الدروس والعبر، وتَبقى مَدِينَةً له بما قدم لها من صِدْقِ التوجيه ونُبْلِ المقاصد، وسُمُوِّ الوطنية الحقة وقيمة روح الانتماء للوطن.
وقال بركة، “ارتبط اسم علال الفاسي بمسار الرعيل الأول للحركة الوطنية، وكان في مقدمة الأوائل الذين غرسوا مبكرا بَذْرَةَ الوعي الوطني في صفوف المجاهدين والمقاومين وفي سائر شرائح المجتمع، متشبعا في ذلك بوطنية لا حدود لها وعزيمة وطنية قوية لتحرير الأرض والإنسان، وتحقيق كرامة المواطنات والمواطنين، وصَوْنِ الوحدة الوطنية والترابية وكل مقومات الإنسية المغربية، وإرساء دعائم التعادلية الاقتصادية والاجتماعية”.
وأضاف، إن “إذكاء الوطنية كما يتخذها الزعيم علال الفاسي عَقِيدةً ومنهجاً، ويؤمن بها فِكراً وممارسةً، هي اليوم مذهبنا القَوِيمُ، الذي نحن في أمس الحاجة إليه، لمواكبة أوراش الإصلاح، التي يقودها الملك محمد السادس، في مقدمتها ورش تعميم الحماية الاجتماعية وترسيخ دعائم الدولة الاجتماعية والمبادرة الملكية للدعم الاجتماعي المباشر وغيرها من الإصلاحات الهيكلية التي تحتاج إلى منسوب عالٍ من روح الوطنية والمواطنة الحقة”.
كما سجل الأمين العام أن “الوطنية الحقة في فكر وسلوك الزعيم علال الفاسي ليست فقط قيمة ضمن منظومة العقيدة الاستقلالية التي ترتكز على ثوابت الأمة المغربية، ولكنها نسيج من القيم الخالصة المتضافرة التي لا تَشيخُ ولا تَفْنى، ولا تقبل التجزيئ أو الانتقائية، ولا يمكن التصرف فيها حسب الأحوال والظروف”.
مبرزا أن “الوعي بالوطنية يبدأ بالفخر بالانتماء إلى الإنسية المغربية في تنوع مكوناتها وتعدد روافدها، وإلى تاريخ أمتنا الحافل بالإنجازات، والإيمان بأن المشروع المشترك الذي يجمع المغاربة هو الخَزَّانُ الذي منه نستمد القوة لمواجهة التحديات، وكسب الرهانات، وتحقيق النجاحات مهما بَدَتْ صعبةً أو بعيدةَ المَنَال”.