تعثر برنامج دعم المتضررين من زلزال 8 شتنبر
كشف فاعلون جمعويون، من منطقة الحوز، عن بطء في تنزيل برنامج دعم المتضررين من زلزال 8 شتنبر 2023، واستمرار معاناة الكثيرين منهم، بعد مرور أزيد من ثلاثة أشهر على الزلزال.
وقال هؤلاء الفاعلون، الذين شاركوا في لقاء دراسي، نظمته المجموعة النيابية للعدالة والتنمية بمجلس النواب، بشراكة مع منتدى التنمية للأطر والخبراء، يوم الثلاثاء 26 دجنبر الجاري، واختارت له شعار” التنمية القروية والفوارق المجالية والاجتماعية: واقع وآفاق”، إن ساكنة المجال القروي، ومنها ساكنة الحوز، ظلت تعاني قبل الزلزال الذي عمق هذه المعاناة في مجالات مختلفة.
وفي هذا الصدد قال الفاعل الجمعوي بجماعة أغواطين بالحوز، لحسن بوراس، إن أثر البرامج والأرقام الرسمية، المتعلقة بالتنمية القروية، في مجالات التعليم والصحة والفلاحة، يكاد يكون منعدما.
وأشار إلى أن الأموال الكبيرة التي صُرفت على دعم التمدرس، لا أثر لها، والدليل حسب رأيه، هو أن مجموع التلاميذ، ببعض دواوير الجماعة المذكورة الذين تابعوا دراستهم بالإعدادي والثانوي، لم يتجاوز 5 تلاميذ، ما بين 1971 و1980، وهو العدد نفسه، من التلاميذ الذي تابعوا دراستهم الإعدادية والثانوية ما بين 1980 و2023.
وأضاف أن السكان في هذه المنطقة، يعيشون على الحنين لسنوات السبعينات، أيام كانوا يجدون حاجياتهم في الفلاحة المعيشية، وتربية الماشية، وما توفره من حليب ولحوم، عكس ما يعيشونه اليوم بفعل تبدل العادات الاستهلاكية، دون ان تظهر عليهم أثار مختلف البرامج الموجهة للعالم القروي.
وتابع أن عدد من المستوصفات الصحية بالمنطقة، مغلقة بسبب الخصاص الكبير في الأطر الطبية، وأن المستشفى الإقليمي للحوز، تنعدم فيها التخصصات، وخاصة الإنعاش والتخدير، مع قلة الأسرّة.
وبخصوص دعم المتضررين من زلزال 8 شتنبر، سجل الفاعل الجمعوي نفسه، بطءا في التدخل، وعدم إنصاف عدد من المتضررين، ومنع بعض المنظمات والمحسنين من إغاثة المتضررين، بعد أن عبر عدد منهم عن رغبته في إعادة بناء دواوير بأكملها، مبينا أن بعض العائلات منعت من نصب خيام ايواء، بعد توصلها بالدعم المحدد في 2500 درهم.
من جانبه قال ياسين الكزكاز، أن لجان الإحصاء بمنطقة أمزميز وجماعة أمغراس، لم تنصف المتضررين من الزلزال، حيث تم تنصيف العديد من الدور على أنها متضررة جزئيا، بينما لم تعد صالحة للسكن، بفعل الانهيار الكلي الذي تعرض له، مضيفا أن ما تنشر القنوات العمومية، من صور اشتغال اليات وزارة التجهيز، وآليات تابعة لمؤسسات عمومية، على إزالة الركام ومخلفات الزلزال، ليس دقيقا، لأن بعض الدواوير يتكلف من تبقى من سكانها بتحمل مصاريف هذه العملية، من خلال كراء آليات خاصة لإزالة الركام، وتبلغ العملية في تقديره حوالي 5000 درهم.
وأوضح المتحدث، أن المنطقة، ورغم احتضانها لعدد من المقالع، والمناجم، فإنها لا تستفيد شيئا، سوى الحفر في الطرق، ومخلفات الاستغلال.
حميد أوريك، المنتخب الجماعي بإقليم الحوز، أبرز أن عدد المستفيدين من الدعم المالي المخصص للمتضررين من الزلزال، لم يتعدى سوى 5 في المائة، بسبب البطء في الإجراءات المعتمدة في التسجيل، والاحصاء والتوصل برمز الاستفادة، مشيرا إلى أن العديد من العائلات ما تزال تبيت في العراء، في أجواء البرد والصقيع.
المصدر: الموقع الرسمي للمجموعة النيابية للعدالة والتنمية