“القاضي المعزول” عفيف البقالي يكتب.. “أحبك يا وطني”


حتى لو عزلت ألف مرة، سأظل متشبثا بمبادئي متمسكا بقيمي إلى آخر قطرة دم في عروقي وقطرة مداد في قلمي، مخلصا لوطني، فإن جفت محبرتي أهديته كل دمي، فلا الغدر من طبعي ولا الخيانة من شيمي.

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    والوطن ليس موطن مقايضة، والثوابت الوطنية ليست محل مناقشة، وبلدنا المتجذر في التاريخ ليس مجرد كسرة خبز أو لقمة عيش أو وسيلة استرزاق، وإنما هو بلد وهوية، وتاريخ آبائنا وأجدادنا، ومستقبل آبنائنا وآحفادنا.

    لذا، لن أدير ظهري لبلد عظيم في لحظة ضعف، فهو ليس مقاولة نتركها وقت الخسارة، وإنما هو هوية متجذرة فينا، فندافع عن مصالحه في وقت الشدة كما في وقت الرخاء، متلحفين علما أحمر تتوسطه نجمة خضراء.

    لقد قضيت زهاء 8 سنوات في جوهرة الصحراء المغربية، مدينة العيون الأبية، مضطلعا بدور القاضي الحامي لحقوق وحريات المواطنين، متسلحا بالقانون والدستور والمواثيق الدولية والخطب الملكية السامية، وفي يدي سلاح العلم، وفي قلبي إخلاص للبلد ملكا وشعبا.

    - إشهار -

    لأن حماية الحقوق والحريات في بلدنا ليست مجرد ترف، وإنما هو واجب وطني ينطلق من الاقتناع التام بمقولة العدل أساس الملك.

    لذا، فإن مواقفي الثابتة خلال مساري القضائي، ليست طلبا لبطولة أو مجد، وإنما هي مجرد استجابة مواطن بسيط لنداء الواجب الوطني والضمير المهني، استحضارا لما يفرضه استمرار الدول من ضرورة تحقيق العدالة، وما تتطلبه سلطة القضاء من ثقة المواطنين، فالسلطة التي لا تنبني على الثقة، تبقى مجرد شبح مخيف سرعان ما يختفي بمجرد ما ينتهي الخوف.

    وبناء عليه، فبالرغم من نوائب الدهر وصروف الأيام، سأظل أقول أحبك يا وطني حتى لو عزلت ألف مرة.

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد