من المغرب.. ميلانشون يدعو فرنسا إلى “طي صفحة الغطرسة”
دعا الزعيم الفرنسي، جون جاك ميلانشون، بلاده إلى “طي صفحة الغطرسة”، مشدداً على ضرورة “تحسين العلاقات بين الرباط وباريس”، مبرزا أن “النظر إلى المغرب من الأعلى، هي أمر لا يطاق بالنسبة له”.
وحلّ ميلانشون، يوم أمس، بالمغرب في زيارة ستقوده إلى مدن مُراكش والرباط والدار البيضاء، وأخيرا طنجة مسقط رأسه، وتشمل لقاءات مع شخصيات سياسية ويعقد مؤتمرا حول كتابه الأخير.
وكانت هذه الزيارة مقرّرة منذ نحو سنة، من أجل تعزيز التعاون بين حركات اليسار المغربية والفرنسية، والتي عجل أجندتها الزلزال الذي ضرب المغرب مؤخرا على ما يبدو، وتندرج في سياق التوترات الحاصلة في العلاقات بين باريس والرباط.
وفي اليوم الأول من زيارته، توجه ميلانشون إلى المناطق المتضررة من الزلزال، تحديداً أمزميز، حيث يوجد العديد من الناجين من الزلزال في الخيام.
وصرح من هناك للصحافيين قائلا: “المغرب خرج من هذه الأزمة بشكل مثير للإعجاب، ونحن لدينا دروس نتعلمها هنا من حيث الكفاءة والانضباط والمساعدة المتبادلة”.
وتوترت العلاقات بين المغرب وفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة التي تعيش فيها جالية مغربية كبيرة، منذ أن حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل التقرب من الجزائر التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط عام 2021. وينتقد المغرب أيضا فرنسا لعدم انضمامها إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين اعترفتا بـ“مغربية” الصحراء.
وقال ميلانشون: “إننا أمام معايير جديدة يجب على الفرنسيين أن يفكروا فيها بعناية أكبر”.
ومن المقرر أن تستمر جولة ميلانشون المغربية اليوم الخميس في الدار البيضاء، حيث يتم تنظيم مؤتمر حول كتابه الأخير. ويناقش خلالها تعاون دول البحر الأبيض المتوسط، خاصة في مجال المياه. ومن المقرر أن يعقد اجتماعاً في العاصمة الرباط في اليوم الموالي مع بعض المسؤولين المنتخبين. ويأمل الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية اليساري المغربي، نبيل بن عبد الله، أن يكون اللقاء الرسمي مع رئيس الحكومة عزيز أخنوش “على الأرجح مدرجا على جدول الأعمال”.
وفي يومي الأحد والاثنين المقبلين، من المقرر أن يذهب ميلاشنون أخيرا إلى طنجة، حيث ولد عام 1951 وعاش حتى بلغ الحادية عشرة من عمره. لكن هذا الجزء من إقامته هو “خاص تماما”، وفق مقربين منه.