معالم تاريخية لم تسلم من الزلزال
ألحق الزلزال الذي ضرب المغرب في 8 شتنبر الجاري، أضرارا بمبانٍ ومساجد عمَّرت لقرون، مثل مسجد “تنمل” وجزء من السور التاريخي لمدينة مراكش وحي الملاح، بالإضافة لمعالم تريخية أخرى.
ولحظة الزلزال سقطت مئذنة في وسط ساحة جامع الفنا بمراكش، فضلا عن تضرر عدد من المآثر التاريخية في مدينتي أكادير وتارودانت.
ويوجد في مراكش مبانٍ تاريخية كثيرة، خاصة وأنها شُيدت في عام 1070، وكانت لقرون طويلة عاصمة الدولة المغربية، وصنفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) تراثا إنسانيا.
وزلزال المغرب هو “الأعنف منذ قرن”، وأسفر عن مصرع 2946 شخصا وإصابة 6125 آخرين، بالإضافة إلى دمار مادي كبير، بحسب أحدث بيانات لوزارة الداخلية.
وحسب تقرير إعلامية خلَّف الزلزال انهيارات كثيرة في المدينة العتيقة، وهي أبرز معالم مراكش، وتوجد على مشارف ساحة جامع الفنا.
وهربا من أضرار قد تحدثها هزات ارتدادية، اختار سكان المدينة العتيقة أن يقضوا الليالي الأولى بعد الزلزال في الأزقة خارج بيوتهم.
مسجد تينمل
بني مسجد تينمل عام 1148 ميلادي في حقبة الخليفة الموحدي عبد المؤمن بن علي، وظل صامدا 9 قرون، وهو “منطلق الدولة الموحدية في السيطرة على مراكش والمغرب الأقصى ثم بلاد المغارب وكذلك الأندلس”، وتعرض المسجد لأضرار كثيرة بسبب الزلزال.
باب الدباغ
تحد المدينة العتيقة في مراكش أسوارا ذات أبواب من جهات مختلفة، يعود تاريخ تشييدها إلى آلاف السنين، ويعد باب الدباغ أحد المآثر التاريخية المهمة، إذ يعود تاريخ تشييده لعام 1147 ميلادي في عهد الموحدين، واستقر الدباغون بجوار هذا الباب لتصنيع منتجاتهم الجلدية التي تتميز بها مراكش.
وهذ الباب من أبرز أبواب مراكش، التي من خلالها يشق الزائر طريقه إلى دروب المدينة العتيقة وأزقتها الضيقة.
حي الملاح
حي الملاح، أو درب اليهود كما يُطلق عليه بالدارجة المغربية، من أقدم الأحياء العتيقة في مراكش، ويرجع تأسيسه لعام 1557 في عهد السعديين.
وغطى ركام الزلزال أزقة الحي بعد انهيار أبنية قديمة وتضرر أسقف وبروز تشققات في منازل، مما دفع السكان إلى قضاء لياليهم الأولى بعد الزلزال خارج المنازل تحسبا لهزات ارتدادية.
سور تارودانت
يعد سور مدينة تارودانت من الآثار البارزة في المغرب، وثالث أعظم سور في العالم من حيث الضخامة والارتفاع.
وهذا السور يحيط بالمدينة العتيقة في تارودانت، ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1515، ويتراوح علوه بين 7 و10 أمتار، وسمكه بين 7 و8 أمتار، ويبلغ امتداده 8 كيلومترات.
وتميز السور بكونه لم يبن من طرف دولة أو سلالة حاكمة واحدة، بل هو إنجاز معماري شاركت فيه العديد من السلالات الحاكمة التي تعاقبت على تارودانت، وتمثل دوره في حماية المدينة من الهجمات العسكرية.
قصبة أكادير أوفلا
هذه القصبة من المعالم التاريخية لمدينة أكادير، وتعتبر النواة الأولى للمدينة، وأظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي انهيار أجزاء من القصبة جراء الزلزال.
وهذا الزلزال ليس الأول الذي يلحق أضرارا بأكادير، فقصبة “أكادير أوفلا” شاهدة على زلزال في 1960 ألحق أضرارا كبيرة بالمدينة.
وتعني كلمة “أكادير” بالأمازيغية “الحصن” وكلمة “أوفلا” أعلى، ويقصد بهذه التسمية “الحصن الموجود في الأعلى”، إذ اشتهر الأمازيغ بتشييد مخازن جماعية في قمم جبلية تُستخدم لحفظ محاصيلهم الزراعية ومخطوطاتهم وممتلكاتهم.