جامع تحف يحول كهفا إلى مزار سياحي نواحي فاس
التهامي آنجام حوّل كهفا في بلدة البهاليل إلى مكان لعرض تحفه سرعان ما استقطب الزائرين والسياح.
كان التهامي آنجام يعمل في السابق سائقا، وفي نفس الوقت مولعا بجمع التحف التي تعذر عليه عرضها، ليهتدي إلى اقتناء كهف من أحد معارفه ببلدة البهاليل من أجل عرض تحفه، ثم حوله إلى مزار سياحي بعد كثرة الإقبال عليه.
هواية وسياحة
إقدام التهامي (63 عاما) على الاهتمام بالكهف وتزيينه جاء في إطار شخصي ببداية الأمر، من أجل الاستمتاع بالمكان وأخذ قسط من الراحة، ثم بدأ يزوره عدد من أفراد عائلته والأصدقاء، وتطورت الفكرة لجعله مزارا سياحيا.
تزخر البهاليل التي توجد في مكان مرتفع على 30 كلم عن مدينة فاس بالعديد من المناطق الجميلة، وإطلالتها على مدينة أخرى لا تقل جمالا وهي صفرو، التي يطلق عليها “حديقة المغرب”، لكثرة المناطق الخضراء المحيطة بها.
وقال التهامي في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول، إن “الموقع الجغرافي للبلدة جعل العديد من الناس يستوطنون المنطقة، بسبب وفرة المياه والعيون المتدفقة، والعدد الكبير من الكهوف والمغارات المحفورة بطريقة طبيعية، فضلا عن التربة الخصبة”.
وأضاف: “الاستقرار في الكهوف كسكن كان في السابق لتوزيع الخطط ضد المستعمر الفرنسي (1912 ـ 1956)”.
6 كهوف بالبهاليل
يعم صمت كبير بلدة البهاليل الصغيرة، وهو الهدوء الذي يتحول إلى طمأنينة بسبب الحدائق والأشجار المنتشرة هنا وهناك.
وبمجرد الدخول إلى كهف التهامي تحس أنك دخلت عالما آخر، بسبب درجة الحرارة المعتدلة، وانقطاع ربط شبكة الهاتف والإنترنت.
لفت التهامي إلى أنه “يوجد حاليا إقبال على ترميم الكهوف، خاصة أن الناس بدؤوا يحسون بأهميتها، عكس السنوات الماضية حيث لم يكن الأفراد يهتمون بها، واقتصر الأمر على استغلالها لتربية الحيوانات أو تخزين المحصول الزراعي أو بعض الأغراض المنزلية والأثاث غير المستعمل”.
وأردف: “بعض الأفراد رجعوا مؤخرا لاستغلال الكهوف بعدما جربوا الشقق والمنازل العادية”.
وما يزيد من جمالية الكهف توفيره لدرجة حرارة ملائمة بين 16 و23 درجة مئوية، سواء في الصيف أو الشتاء، فإذا كان الطقس حارا يكون داخل الكهف معتدلا.
وقال التهامي إن “عدد الكهوف في المنطقة (لم يحددها) ما بين 500 و600 كهف، حيث بقي عدد قليل منها صالحا للسكن، وأخرى يتم استغلالها مزارات سياحية”.
وأضاف: “في البهاليل توجد 6 كهوف سياحية، والزوار يتفاجؤون بوجودها”.
وتابع: “الحمد لله، أفرح عندما يستمتع الزائر ويعجب بالمكان، خاصة أن أكثرية الزوار يأتون لاكتشاف الكهف والمبيت فيه، وبعدما يعجبون بالفكرة بسبب الفضول يدعون زملاء لهم لعيش نفس التجربة”.
متحف وكهف عائلي
يؤثث التهامي، كهفه بالعديد من التحف الجميلة، ويعمل جاهدا على جعل الكهف أكثر جمالا، ويستقبل العديد من الزوار، خاصة الذين يقومون برحلات جماعية، ويوفر لهم مكانا جميلا لقضاء أيام هادئة.
ويملك التهامي أيضا كهفا آخر مخصصا للأسر، حيث يتوفر على طابقين، الأول يضم مكانا للجلوس ومطبخا صغيرا، والعديد من التحف القديمة، في حين يضم الطابق الثاني غرفة للنوم.
تفاصيل صغيرة يحرص التهامي على توفيرها للزائر داخل الكهف، مما يضفي على المكان رونقا وجمالا.