واقعة كلية الأداب بتطوان.. العمراني يكتب: “إنه العبث”
في سياق فعاليات الأسبوع الثقافي الذي نظمه فصيل الطلبة القاعدين التقدميين بتطوان، من 15 إلى 20 ماي الجاري، تحت شعار:”من أجل استنهاض الفعل الأوطامي، وترسيخ كفاحيته وديمقراطيته، والتصدي لمخطط “الرؤية الاستراتيجية”، عمدت إدارة كلية الآداب، والعلوم الإنسانية إلى محاولة منع اليوم الثالث من برنامج الأسبوع الثقافي، الذي كان يتضمن ندوة حول: “واقع الديمقراطية وحقوق الإنسان بالبلاد”، شارك فيها كل من عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان، عبد الحي بلقاضي عن منتدى حقوق الانسان لشمال المغرب، خالد البكاري، استاذ جامعي وفاعل حقوقي، الحبيب الحنودي: معتقل سياسي سابق على خلفية حراك الريف، بحيث حاولت إدارة كلية الآداب والعلوم الإنسانية يائسة منعها عبر التوقيف المفاجئ للدراسة ومنع الطلبة والأساتذة والموظفين من ولوج أسوار الكلية عبر إغلاق كافة مداخلها، وذلك دونما سابق إنذار وبمبررات اقل ما يمكن ان يقال عنها انها بليدة (انقطاع التيار الكهربائي).
وبعد ادانتنا الشديدة لكل اشكال التضييق على حرية العمل النقابي والسياسي والجمعوي بالمغرب، يحق لنا ان نطرح الأسئلة التالية على عميد الكلية الدكتور مصطفى الغاشي:
اولا: لنفرض انه فعلا كان هناك مشكل “انقطاع التيار الكهربائي” أو اي شيء آخر من هذا القبيل، فاين هي لغة الحوار والتواصل مع الطلبة، السيد العميد؟!
ثانيا: فكما هو معلوم فعميد الكلية الدكتور مصطفى الغاشي هو خريج كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمارتيل، والذي أكن له الى يومنا هذا كل الاحترام والتقدير، يعرف جيدا الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، والأدوار الطلائعية التي لعبتها المنظمة الطلابية اوطم وفصائلها وعلى راسها فصيل الطلبة القاعدين التقدميين بتطوان في زمانه.
أتساءل مع الرأي العام، كيف لك ان ترضخ للضغوطات الخارجية لمنع ندوة يحضرها ثلة من الاطر الوطنية كفاءة ونزاهة واستقامة.
– اين هي استقلالية الجامعة السيد العميد؟
– أي جيل تريدون ان تربو عندما ترضخ ادارتكم لـ “جهات” لمنع الطلبة لسماع وجهات نظر مختلفة عن تلك التي تدرس في البرامج التعليمية في الجامعة المغربية او تلك التي تلقى عبر وساءل الاعلام الرسمية؟
– هل نسيتم بانه الى حدود بداية التسعينات كان يشارك أساتذة النقابة الوطنية للتعليم العالي في بعض أنشطة اوطم (اسالوا زميلكم الدكتور محمد خرشيش، عميد كلية فهد للترجمة بطنجة اليوم، الذي كان يتراس النقابة الوطنية للتعليم العالي في حينه ؟
– لو احترمتم فعلا مكانتكم كرجل تربية وتعليم، وعميدا للكلية السيد العميد، و تسعون إلى بناء مجتمع الانفتاح والتعدد والاخلاف والاجتهاد وتكوين العقل النقدي بدل ثقافة الاستهلاك، لحضرتم انتم شخصيا تلك الندوة، بل لشجعتم أساتذة الكلية لحضورها بدل التضييق عليها وخاصة ان الندوة يشارك فيها ثلة من الاساتذة والدكاترة منهم خريجي جامعة تطوان كالاستاذين خالد البكاري والحبيب الحنوني و(ربما حتى عبد الحي بلقاضي).
اما الدكتور عزيز غالي فانقروا فقط اسمه على الغوغل (Google ) لتعرفوا مكانته العلمية والثقافية والحقوقية وطنيا وامميا. انه رجل ثقافة وعلم شارك ويشارك في العديد من المنتديات والندوات في القارات الخمسة.
ويبقى السؤال الاخير أليست هذه الممارسات هي ما يسيء لتاريخ الجامعة المغربية؟
اليس بهذه الممارسات تدفعون الطلبة الى جهنم الاعتقالات، علما انكم على علم بتاريخ هذا الأسبوع الثقافي ومضامينه؟
هل هذا الفعل لا ينم عن ارتباككم في تنفيذ تعليمات أمنية بليدة؟
منذ متى كان “انقطاع التيار الكهربائي” سببا في إغلاق الجامعات وتوقيف الدروس في كل جامعات الدنيا؟
اردد دائما ما يقوله الزميل الصحافي رشيد البلغيتي: “الله يدينا في الضوء اوصافي”.
كل الادانة لسياسات تكميم الافواء والتضييق على الحريات.
لا بديل عن الحرية والمسؤولية.
سعيد العمراني: ناشط حقوقي/ خريج جامعة عبد المالك السعدي بتطوان.
إن الآراء الواردة في هذه المقالة، لا تـُعبّر بالضرورة عن رأي موقع "بديل"، وإنما عن رأي صاحبها حصرا.