بوكوس و أمزازي يذران الرماد في عيون الأمازيغ ولغتهم
لا يخفى على أي متتبع للقضية الأمازيغية منذ ميثاق أكادير سنة 1991 مرورا بإنشاء المعهد الملكي للثقافة المغربية سنة 2001 فقناة تامازيغت الثامنة؛ ثم ترسيم اللغة الأمازيغية دستوريا سنة 2011 إلى حدود اللحظة حيث اجتمع وزير التربية الوطنية أمزازي بالسوسيو-لساني الأكاديمي الكبير أحمد بوكوس و طاقمه من أجل توسيع تعليم اللغة الأمازيغية بالأسلاك التعليمية الثلاث؛ منذ ذلك الحين إلى اليوم سيرى كل متتبع ومهتم مدى التخبط الذي يعرفه مسار الأمازيغية ومأسسستها في جميع مجالات الحياة المجتمعية من تعليم وقضاء وطب وإعلام.
القرارات السياسية من أجل تنفيذ مشروع ما؛ إما أن تكون حاسمة أو لا تكون؛ سياسة الهروب إلى الأمام التي تنهجها وزارة التعليم خصوصا وكذا القطاعات الأخرى في ما يخص تعليم ومأسسة اللغة الأمازيغية لا تجدي نفعا إذا كان الأمر فقط ذرا للرماد في العيون وهدرا للوقت والجهد والمال.
هل تم تعميم تعليم الأمازيغية في السلك الإبتدائي أفقيا بشكل كامل كي نقفز ونحرق المراحل إلى السلك الإعدادي والثانوي عموديا؟ هل فعلا تم تقعيد اللغة الأمازيغية ومعيرتها وأصبحت جاهزة لتعليمها في كل أقطاب المغرب دون مقاومة مجتمعية؟ هل تمت دراسة مدى إقبال المغاربة سوسيولوجيا وسيكولوجيا على تعليم الأمازيغية لأبنائهم أم أن الأمر لا يعدو أن يكون قرارا فوقيا يتجاوز كل المعطيات الموضوعية والبراكماتية؟
هل تم توفير مناصب شغل لكل دارس للغة الأمازيغية في السوق الاقتصادية تتنافس فيه أو حتى تتصارع مع رأسمالات الرمزيات الأخرى من فرنسية وعربية وإنجليزية ودارجة مغربية ؟ لماذا انخفض الإقبال على شعبة الأمازيغية بالجامعات؟ بكل بساطة لأن الطلبة يرون المتخرجين منها يجدون أنفسهم في سوق اقتصادية لا ترحم يجلسون معطلين فيها لردح من الزمان غير يسير.
كان دائما هم الحركة الأمازيغية هو عدم تحويل الأمازيغية إلى قضية نخبوية يتهافت عليها الكل من أجل ترصيد رأسماله الرمزي و كذا المادي؛ إلا أن الأمر يبدو أنه ينحو إلى منحى النخبوية فيما يخص التعاطي مع الأمازيغية التي ما فتئت تعتبر تراثا شعبيا تحتيا وجب تحصينه في الذاكرة المغربية وعدم تهميشه ضد كل عولمة أجنبية مادية كانت أو مثالية تهيمن وتسيطر وتكسر بنية القيم والمتخيل الرمزي المقاوم.
من يطلع على التهيئة اللغوية للكثير من لغات العالم كالعبرية في إسرائيل على سبيل المثال وكيف تمت عملية معيرتها والتخطيط لترويجها على جميع المستويات بالتنسيق وخلق لجان لكل مجال “تعليم؛ طب؛ قضاء وإعلام الخ؛ سيلاحظ تخبط ونقائص وعيوبا لا حصر لها لحالة التهيئة اللغوية الأمازيغية بالمغرب.
مازال اللسانيون الأمازيغ يختلفون في طريقة معيرة الأمازيغية؛ أيكون بشكل جهوي بالاحتفاظ بالخصوصية اللهجية ثم ستتوحد شيئا فشيئا إلى أن تتحول إلى أمازيغية واحدة؟ إلى أي حد هذه الفرضية ستكون صحيحة؟ أو يتم معيرتها وتكون موحدة ثم فرضها عبر التعليم والإعلام لتهمين على اللهجات والمتغيرات الجهوية؟ وإلى أي حد أيضا هذه الفرضية ستنجح؟ والشيء الحاسم فعلا هو أن القرار يبقى علميا ثانيا؛ وسياسيا بالدرجة الأولى بكل جرأة ووضوح.
صحيح جدا أنه ثمة مجهودات ومكتسبات على المستوى القانوني وكذا الإجتماعي فيما يخص مكانة الأمازيغية بالمغرب؛ إلا أنها قد تبقى مهدورة إن لم تؤخذ العملية بالجدية اللازمة؛ وإلا ستبقى دار لقمان على حالها عسى أن يحدث ما يمكن تسميته بالمعجزة لتفادي انقراض اللغة الأمازيغية المغربية في الأعوام المقبلة.
لفد استطاع النظام ان يصرف انظار القوى الديمقراطية والحية منذ السبعينيات عن ماسسة الامازيغية فعليا بان رمى عظمة( قضية ام مسالة) ..ثم اختلط الحابل بالنابل عند النخب الامازيغية نفسها .هنذ الجامعة الصيفية الى الميثاق الى الاركام..اهي مكون ثقافي ام مرجعية هوياتية وصل فيها امر بعض القواعد الى الجغرافية والتاريخ واحتكارهما وانتفى الانتماء الوطتي..واعتبار المكونات المجتمعية الاخرى الاخرى محتلة..وطبعا سيكون رد النظام هو التهميش والعرقلة…التناقض الكبير يكمن في الامازيغيين انفسهم…على حد رايي المتواضع