ترامب يُخطط للعودة إلى البيت الأبيض


مع شبح التهم الجنائية الذي يلاحق محاولته الثالثة للوصول إلى البيت الأبيض، خطط دونالد ترامب لحشد عدد كبير من مناصريه في تكساس نهاية هذا الأسبوع.

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    وتمثل المسيرة المقرر عقدها، اليوم السبت، عودة الرئيس السابق إلى ولاية محافظة تقليدياً لا يزال يحظى فيها بشعبية كبيرة.

    لكن قراره تنظيم المسيرة في مدينة واكو أثار الدهشة؛ إذ يُنظر إلى مأساة عام 1993 على أنها حدث تاريخي متعلق باليمين المتطرف في الولايات المتحدة.

    - إشهار -

    ويحتفل بمدينة “واكو” التي يبلغ عدد سكانها حوالي 140 ألف شخص، وتقع في وسط ولاية تكساس، هذه الأيام كمضيف لجامعة بايلور ومتحف دكتور بيبر وبرنامج “فيكسر أبر”.

    وقبل ثلاثة عقود، نفذ عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي والجيش الأمريكي وسلطات تطبيق القانون في تكساس، حصاراً على طائفة دينية تُعرف باسم “الفرع الداوودي”.

    وكانت الطائفة المسيحية الصغيرة المنعزلة يقودها ديفيد كوريش، 33 عاماً، الذي كان يعتبر نفسه نبي نهاية العالم ويعتقد أنه الشخص الوحيد الذي يمكنه تفسير المعنى الحقيقي للكتاب المقدس.

    تحت حكم كوريش، قامت طائفة “الفرع الداوودي” بتخزين الأسلحة من أجل أن يصبح أفرادها “جيش الرب”.

    وكانت السلطات الأمريكية تعتزم القيام بغارة مفاجئة لاعتقال كوريش في وضح النهار في 28 فبراير/شباط 1993، لكن ما تلا ذلك كان مواجهة استمرت 51 يوماً خلفت 76 قتيلاً، من بينهم أكثر من 20 طفلاً وأربعة عملاء فيدراليين.

    الكارثة، وحادثة مماثلة حصلت قبل عام واحد في روبي ريدج، أيداهو، دخلت في سياق المشاعر المناهضة للحكومة التي غالباً ما ارتبطت بصعود الميليشيات اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة خلال منتصف التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

    وقالت هايدي بيريش، المؤسسة المشاركة للمشروع العالمي ضد الكراهية والتطرف وهي مؤسسة غير ربحية: “لقد اتخذت الأحداث في واكو خطاً خاصاً بها في الدوائر المناهضة للحكومة والمتطرفين للبيض”.

    وأضافت: “[لقد] تبنوا فكرة وقضية أن الحكومة هذه كانت خارجة عن السيطرة… وأن المواطنين لا يستطيعون أن يعيشوا الحياة التي يريدونها، وجاءت الحكومة الفيدرالية وأخرجتهم من منشآتهم وأحرقتها”.

    بعد عامين من الحصار، قام تيموثي ماكفي، وهو شاب أظهر دعمه لليمين المتطرف في واكو، وأصبح منشغلاً بالثأر، بتفجير مبنى فيدرالي في أوكلاهوما سيتي في أوكلاهوما، مما أسفر عن مقتل 168 شخصاً وإصابة ما يقرب من 700 آخرين. لا يزال هذا العمل الأكثر دموية من أعمال الإرهاب المحلي في تاريخ الولايات المتحدة.

    أثرت الغارة التي حصلت في واكو أيضاً على مُنظّر المؤامرة أليكس جونز، الذي وبصفته مذيعاً شاباً في عام 1998، نظم حملة لإعادة بناء كنيسة “الفرع الداوودي” كنصب تذكاري لأولئك الذين لقوا حتفهم خلال الحصار. وكان جونز من بين أبرز الأصوات التي دعمت ترامب مبكراً في حملته الرئاسية لعام 2016.

    وقالت بيريتش: “لا يزال صدى واكو يتردد في هذا الفضاء المناهض للحكومة، ويعتبرونه أمراً يظهر أن الحكومة الفيدرالية لا تحمي الناس وتسعى لانتهاك حقوقهم المدنية وتسعى لأخذ أسلحتهم”.

    وأضافت: “في الوقت الحاضر، تغذي أفكار ‘مؤامرات الدولة العميقة ‘ التي نراها لدى اليمين المتطرف، هذا الشعور كثيراً، والهجمات على مكتب التحقيقات الفيدرالي، وفكرة أن تطبيق القانون الفيدرالي هو سلاح للرؤساء الديمقراطيين”.

    وغالباً ما استند ترامب على هذه الإحباطات، حيث صور نفسه على أنه ضحية لعصابة سرية من عملاء الحكومة، وقام فعلياً بهدم الجدران التي فصلت الحزب الجمهوري السائد عن أطرافه الأكثر تطرفاً.

    وازداد إحساس الرئيس السابق بأنه ضحية منذ أن ترك منصبه. ولا تزال أفكاره المؤامراتية حول انتخابات 2020 كثيرة، وقد صاغ الإجراءات القانونية ضده والتي يواجهها على جبهات متعددة، على أنها محاولات لتدميره.

    حذر ترامب على منصته “تروث سوشال” يوم الجمعة، من أن لائحة الاتهام التي يواجهها، قد تتسبب بخطر “الموت والدمار المحتمل” الذي قد يكون “كارثياً” على الأمة.

    وبعد فترة وجيزة من المنشور، تم تسليم ظرف يحتوي على مسحوق أبيض ورسالة تهديد إلى مكتب ألفين براغ، المدعي العام لمنطقة مانهاتن الذي يحقق في مدفوعات ترامب لممثلة إباحية. ووفقاً لشريك بي بي سي نيوز الإخباري في الولايات المتحدة، “سي بي إس نيوز”، فإنه جاء في الرسالة المكتوبة من خلال الآلة الكاتبة: “ألفين. سأقتلك”.

    وستصادف مسيرة السبت، الذكرى الثلاثين للمواجهة بين “جيش” كوريش والحكومة.

    وقالت بيريتش لبي بي سي: “من الصعب بالنسبة لي أن أصدق أنه لا يعرف ما يفعله”، مضيفة أن ترامب “لديه القدرة على تحفيز مؤيديه للانخراط في سلوك متطرف للغاية”.

    وذكرت صحيفة “هيوستن كرونيكل”، أكبر الصحف وأكثرها قراءة في تكساس، هذا الأسبوع أن حملة ترامب تصف زيارتها للمدينة بأنها “صدفة بحتة”.

    لكن في عمود يوم الخميس، كتبت هيئة تحرير الصحيفة ما يمكن عدّه اتهاماً صريحاً بالقول: “ترامب يؤجج نيران واكو”.

    وكالات

    أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد