بعد المصالحة مع إيران.. السعودية تُجري محادثات مع سوريا
بعد قطيعة مستمرة منذ سنوات نتيجة إغلاق الرياض سفارتها في دمشق على خلفية موقفها المناهض للنظام السوري، تجري السعودية وسوريا مباحثات تتعلق باستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين، حسبما أفاد به مسؤول في وزارة الخارجية السعودية أمس الخميس 23 مارس الجاري.
وتأتي المباحثات بين السعودية وسوريا في أعقاب اتفاق بين الرياض وطهران التي تدعم النظام السوري عسكريا وسياسيا منذ بداية النزاع، على استئناف العلاقات الدبلوماسية خلال فترة 3 أشهر، بعد قطيعة استمرت 7 سنوات بين القوتين الإقليميتين.
ونقلت قناة “الإخبارية” الحكومية عن المسؤول في وزارة الخارجية السعودية قوله إنه “في إطار حرص المملكة على تسهيل تقديم الخدمات القنصلية الضرورية للشعبين، فإن البحث جار بين المسؤولين في المملكة ونظرائهم في سوريا حول استئناف تقديم الخدمات القنصلية”.
وكانت المملكة أغلقت سفارتها في دمشق، وسحبت كل الدبلوماسيين والعاملين فيها في مارس 2012، بعد نحو سنة من اندلاع النزاع في سوريا، حيث دعمت الرياض الجماعات المعارضة للنظام وللرئيس السوري بشار الأسد.
وزار الأسد مؤخرا الإمارات وسلطنة عمان، علما أنه لم يزر أي دولة عربية أخرى منذ بداية النزاع في بلده.
وأكد الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لنظيره السوري في أبوظبي ضرورة عودة دمشق “إلى محيطها العربي”، وسط جهود لإصلاح علاقات بلاده مع دول المنطقة.
ويقول محللون إن الزخم الدبلوماسي الذي تولد في أعقاب الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا الشهر الماضي، قد يعزز علاقات دمشق مع دول المنطقة التي قاومت حتى الآن إصلاح العلاقات بعد مرور أكثر من عقد على بدء النزاع.
وصرح الأسد في حديث مع تلفزيون “آر تي” الروسي خلال الأسبوع الجاري: “لم تعد الساحة السورية مكان صراع إيراني-سعودي” معتبرا أن الاتفاق بين هاتين القوتين الإقليميتين شكل “مفاجأة رائعة”.
وأضاف: “السياسة السعودية أخذت منحى مختلفا تجاه سوريا منذ سنوات”.
وقال وزير الخارجية السعودي مؤخرا إن هناك توافقا في الآراء في العالم العربي على ضرورة اتباع نهج جديد في التعامل مع دمشق لمواجهة الأزمات الإنسانية، بما في ذلك الزلزال.