“الفيدرالية” مشروع لتجاوز الأعطاب الحزبية بالمغرب
بعدما اختُتم مؤتمره الاندماجي، يوم الأحد الماضي، أبرز حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي أن هاته “الخطوة التنظيمية والنضالية” تأتي على أسس “الإيمان بالضرورة التاريخية لبناء يسار نقدي مجدد ومبتكر ومبدع، يرتكز على هويته الديمقراطية، والهوية الوطنية متعددة الأبعاد بعمقها الثقافي واللغوي والحضاري”.
وأوضح الحزب، ضمن بيانه العام، أن بناء اليسار بهاته المبادئ سيكون “قادر على تخطي الأعطاب الذاتية والموضوعية المعوِّقة لمساره، والتي حالت دون إنجاز مهامه التاريخية”.
ونبّه الحزب الجديد إلى ضرورة “إحداث القطائع مع الثقافة والممارسات التي طبعت الحياة الحزبية المغربية، وأفقدت السياسة نبلها القيمي، وعمقها الإنساني”.
وأشار الحزب إلى أنه يعتبر “الهوية المغربية في عمقها الإنساني، تقوم على الانسجام التام بين مكوناتها العربية والأمازيغية والحسانية وكافة تعبيراتها الحضارية بغناها البنيوي والثقافي وأبعادها الوجودية”.
وضمن المصدر ذاته، جدّد “موقفه الثابت من قضية الصحراء المغربية، واستكمال الوحدة الترابية عموما “سبتة ومليلية والجزر الجعفرية” من خلال مقاربة شمولية تسعى إلى إيجاد حل سياسي نهائي، ارتكازا على المقاربة الديمقراطية، لفتح آفاق مغاربية متكتلة ومندمجة ومتعاونة”.
وفي سيّاق متصل، نّدد بكل “مظاهر خنق الحياة السياسية وخنق الحريات من خلال قمع الاحتجاجات ومنعها ومصادرة الآراء المعارضة”، مبرزا أن “راهن المغرب ومستقبله يستدعي إطلاق سراح معتقلي الحراكات وفي مقدمتهم معتقلي حراك الريف، والصحفيين والمدونين، وكل معتقلي الرأي”.
وأوضح أن هاته الخطوة تُعد “مدخلا للمصالحة بين الدولة والمجتمع، المؤسسة على قواعد الديمقراطية الكونية الضامنة للحقوق والحريات في شموليتها، والمحدثة للقطيعة مع الاستبداد والعقلية التحكمية الماضوية، وهو ما من شأنه أن يؤهل المغرب لمواجهة التحديات المطروحة”.